موسى حوامدة يُصدر"كريشة يحملها هواء خفيف"
ديوان مهدى لشهداء غزة وللنازحين من بعيدًا عن الإبادة
"كريشة يحملها هواء خفيف" أحدث مجموعات الشاعر موسى حوامدة والصادر عن دار تدوين بتصميم الغلاف الأمامي الفنانة الفلسطينية الشابة إسراء مسلم النازحة من المحرقة الإسرائيلية إلى مصر إشراف الفنان ياسر علي وخدمات فنية وطباعية وتوزيع دار يسطرون القاهرية لصاحبها الشاعر عماد سالم، وقام بالتنسيق الداخلي للكتاب حسن عبدالحليم أما غلاف المجموعة فقد حمل صورة حقيقية التقطها د. عمار السكجي رئيس جمعية الفلك الأردنية ويظهر فيها البدر "الأزرق العملاق " الساعة 9:26 م يوم الاثنين 19 آب 2024 حسب توقيت الأردن، والقمر العملاق يصعد وراء مسجد أبو درويش في جبل الأشرفية في عمان.
على الغلاف الأخير جاء إهداء ثان ضمن ذاكرة تدوين إلى الكاتب الصحفي الأردني رشيد حسن الذي ولد في قرية شحمة في فلسطين عام 1944 وتوفي قبل عالم في عمان.
وتحت شعار "الكتاب الذي لا يسافر لا يعول عليه" أصدرت دار تدوين للنشر والتوزيع في عمان المجموعة الشعرية الجديدة "كريشة يحملها هواء خفيف" للشاعر موسى حوامدة وهي المجموعة الشعرية الثالثة عشرة في مسيرة موسى حوامدة الشعرية التي بدأت بمجموعته الأولى "شغب"، في عمّان، 1988. وتوالت بعده الإصدارات وهي:
- "تزدادين سماءً وبساتين"، الدائرة الثقافية في أمانة عمّان ودار الفارس، 1998.
- "شجري أعلى"، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1999.
- "أسفار موسى العهد الأخير"، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2002.
- "من جهة البحر"، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2004.
- "سلالتي الريح عنواني المطر"، دار الشروق، رام الله – عمّان، 2007.
- "كما يليق بطير طائش"، الدائرة الثقافية في أمانة عَمّان الكبرى ودار اليازوري، عمّان، 2007.
- مختارات شعرية من "سلالتي الريح عنواني المطر" وقصائد أخرى، الهيئة العامة لقصور الثقافة، مصر 2010.
- "موتى يَجرُّون السماء"، الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سلسلة إبداع عربي، مصر، 2012.
- "سلالتي الريح عنواني المطر"، طبعة ثالثة، مشروع مكتبة الأسرة، وزارة الثقافة الأردنية، عمّان، 2013.
- "جسد للبحر رداء للقصيدة"، دار نون، الإمارات، 2015.
- "سأمضي إلى العدم"، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2017.
- "تجبر خاطر الغريب.. وردة"، دار أروقة، القاهرة، 2020.
- "جسد للبحر رداء للقصيدة"، طبعة ثانية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2021.
وعن الديوان يقول الشاعر: “كان أثر السابع من أكتوبر وطوفان الأقصى بارزًا على المجموعة التي كتبت قصائدها خلال الخمس سنوات الماضية وأهداها الشاعر إلى (شهداء فلسطين الذين مسحت أسماؤهم من السجل المدني وإلى كل الشهداء والناجين من حرب اإلابادة الجماعية)، وكانت القصيدة الأولى بعنوان 7 أكتوبر".
ونقدم للقارئ العزيز قصيدتين؛ 7 أكتوبر، ولم أمت في الحرب
7 أكتوبر
شابهتُ المسيحَ ولم أجدني سواه
وبرئتُ من مرضي السقيمِ بمعجزتي وحدي
وما اتكلتُ على سواي..
توكأتُ صليبي
رفعتُ جسدي بمخيلتي
وقبل أن يُغدرَ بي عندَ صياح الديك
تخطَّيتُ أسوارَ الحصار
رسمت مثلثي الأحمر
أسقطت عرش الأكاذيب
وقطعت حبل المشنقة..
عمّان 29/6/2024
لم أمتْ في الحرب
لم أمتْ في الحرب
كي أحملَ آثارَ الذين سقطوا فيها
جسدي فسيحٌ يا الله
فامتحنّي بالمزيد من الدماء..
لم أمت في الحرب
حين كنت في الصف الأول
لكي لا تخجل السماءُ من وقاحتي
ولم أمت حين كنت في الصف الثاني
لأن الطائرات لم تكن تقتل الأطفال
والينابيع كانت تبادلهم الضحكات..
لم أمت في الحرب كلَّما نشبت لاحقًا
كي أتشظّى بجحيم الحضارة
وأدفنَ رأسي في العزاء
حتى يخجل الموتى مني
ويُفسحوا لي بيتًا في الجحيم..
لم أمت في الحرب
كي أموت في تفاهة الحياة
وأعتاد مشهد الإبادة
والناس يضحكون من شكل جمجمتي..
لم أمت في الحرب
كي أستمطر شآبيبَ إنسانيةٍ
فارقت نعشَها الرخيصَ
وصارت عاهرةً
تدير دفةَ العالم..
لم أمت في الحرب يا الله
وهذا أكبر من طاقتي على الندم..
19-8-2024
تنوعت القصائد بين الكتابة عن محرقة غزة وتمجيد المقاومة وبين الكتابة عن الشعر ذاته وتكريس المكان العربي من مصر والقاهرة الى فلسطين ومدينة الخليل وغور الأردن وسهل حوران في ربط للاماكن بطريقة شعرية توحي ان هذه الكيانات العربية ليست قطع فسيفساء بل كيان عربي واحد
وكانت القصيدة التي استقى منها العنوان هي
كريشةٍ يحمُلها هَواءٌ خَفيف
كريشةٍ يحملُها هَواءٌ خفيف
أمرُّ على ضفاف النيل
أعبر أزقة "الحسين"
أدورُ في ميدان "طلعت حرب"
أطيرُ عاليًا إلى "السيدة زينب"
محملًا بذكريات "الجبرتي" و"ابن إياس"
مستذكرًا آذانَ المغرب في شهر رمضان
أبي لا يقتنعُ بفكِّ صيامه إلا حين يسمع آذان القاهرة
تعيدني العاصفة إلى تلك الجبال
إلى طفولةٍ مهدورةٍ في بلدةٍ نائيةٍ جنوبَ الأرض
ترفعني الريح خفيفًا
ثم تخرُّ بي نازلةً عند "ميدان التحرير"
أشدُّ جناحَ الريشةِ فتُمسك نفسَها قليلًا
تلفُّ الأرصفةَ واحدًا واحدًا
تنثر الهواءَ على وجوه العابرين
تمسِّدُ وجوهَ النوبيين الطَّيبة
تمسحُ غبارَ الأزمان عن المباني الجاثمة
أستذكر "بلادَ الشام" التي صارت مطاعم شاورما هنا
أسترجع ذكرياتِ "المدرسة الابراهيمية" في "الخليل"
أستذكر هراواتِ الجنود الفاشيست
صرامةَ وجوههم اللئيمة
أهبطُ إلى غور الأردن
أعبرُ النهر
أحتمي بعجز النهر عن الفيضان
أصعد إلى "عمون" *
تلفُّني زوبعةٌ من صحراء الحنين
تحملني بعيدًا
تذهب بي يمينًا
شمالا
حتى أعلو
أطير وأطير
ترفَّقي بي أيتها الزوبعة
لا تسقطيني سريعًا بلا شفقة
كنت أشتاق الى نسيم طريٍّ
يَحمِلُني برفق إلى "أرابيلا" *
كي أرتاحَ قليلا فوق تراب "حوران"
لكنَّها الريحُ تعاود الجنون.
القاهرة
22-2-2023
*المدرسة الابراهيمية التي درست فيها في المرحلة الثانوية وهي قريبة من الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية قبل أن تصادرها قوات الاحتلال الإسرائيلي وتقسم الحرم بين المسلمين واليهود.
*عمَّون الاسم القديم لمدينة عمّان وكانت تسمى "ربة عمون" حين سكنها العمونيون.
*أرابيلا اسم مدينة إربد الأردنية الروماني القديم.
* حوران اسم منطقة جنوب سوريا تمتد من جنوب دمشق حتى مدينة الزرقاء في الأردن.