أحمد عطا يكتب: ساعات الحسم في تل أبيب

ذات مصر

حالة من التصعيد والاستعدادات تشهدها ضواحي وأروقة إسرائيل للاستعداد لحرب كبري ستشهدها منطقة الشرق الأوسط وفقاً للشواهد العسكرية داخل إسرائيل والتحركات من جانب إيران وحلفائها لحسم الصراع الأزلي بين كلاً من طهران وتل أبيب من يقود الشرق الأوسط تحت "المظلة الأمريكية".

 إسرائيل تراهن علي النقلة التكنولوجية العسكرية التي نفذتها والتي عرفت بموقعة البيجرز نسبة إلى تفجيرات جهاز البيجرز التي أدى إلى مقتل 11 شخصاً وجرح ٢٨٠٠ وفقاً لتصريحات وزير الصحة اللبناني، في نفس الوقت وعقب الانفجارات أعلنت شركة إيكوم اليابانية المصنعة لجهاز " أي سي ڤي ٨٢" أنها توقفت  عن تصنيع الجهاز منذ عشر سنوات وكذلك إنتاج البطاريات، وعلى الرغم من أن عناصر حزب الله نزعوا البطاريات من جهاز ويكي توكي إلا ان الأجهزة انفجرت بنظام المتوالية العددية، معنى هذا حسب خبراء عسكريين وفنيين أكدوا أن أجهزة الويكي توكي قد وضعت بداخلها شريحة متفجرات، وبعيداً عما يحدث من نقلة نوعية نفذتها إسرائيل عن بُعد بين عناصر حزب الله وهذه العملية يطلق عليها في إسرائيل "صلاة الجواسيس" ومابين عملية التفجير الأولى والثانية التي استهدفت عناصر حزب الله، تأكد لحكومات المنطقة العربية بما لايدع للشك أن التقنيات العسكرية مباحة لدولة إسرائيل وجيشها ومقيدة لباقية الدول العربية وخير شاهد موقعة البيجرز و الووكي توكي وهما بمثابة إذلال لدولة في حجم إيران استهلكت الكثير من الوقت حول مزاعم تصنيعها سلاح نووي – ولكن واقع المواجهات بين حزب الله وإسرائيل يعكس غير ذلك.

الذعر يجتاح تل أبيب

حالة من الذعر سيطرت على تفاصيل الحياة داخل المجتمع الإسرائيلي فرضت إسرائيل حولها سياج من السرية، كان أبرزها تجهيزات بتحويل المشافي والمصحات إلى طوابق تحت الأرض وتوفير مخزون استراتيجي من الأدوية بكافة أنواعها بقيمة خمسة مليارات شيكل – توفير مخزون غذائي وصل إلى 300 طرد غذائي في منطقة حيفا، تجهيز أنفاق تحت الأرض في منطقة النقب لتخزين فيها محروقات بكافة أنواعها حتى يكون هناك اكتفاء ذاتي من المحروقات داخل إسرائيل يكفي لمدة ثمانية أشهر في حالة غلق الممرات المائية من جانب حركة آنصار الله "الحوثي" في اليمن  وتوقف الملاحة في البحر الأحمر ، وخاصة أن المصادر الخارجية تؤكد أن إسرائيل ستوجه ضربة نوعية عسكرية ستكون حديث العالم بين صفوف الحوثي قبل المواجهة الشاملة لتفرض حالة من العجز بين حركة أنصار الله وتؤكد  تفوقها عسكرياً.

على الجانب الآخر من الضفة الغربية لا توجد أي نوع من التجهيزات في حالة وقوع حرب شاملة بما فيها الأردن أيضاً، لهذا ستعاني الضفة الغربية في حالة المواجهة الشاملة من نقص المحروقات والمواد الغذائية بشكل كامل يصل بهم الأمر إلى الشلل التام والحصار التام، هذا بجانب لا يمكن أن نغفل أن هناك 6 قواعد عسكرية أمريكية سرية منتشرة في مناطق مختلفة من إسرائيل، مليئة بالذخيرة والقنابل الذكية والصواريخ ومركبات من ماركات مختلفة، بالإضافة إلى مستشفى عسكري يحتوي على 500 سرير. وقد تستعين إسرائيل بتلك الأسلحة إذا قررت ضرب إيران.

الخلاف الفرنسي الأمريكي 

علي الجانب الآخر أكدت المصادر الخارجية وجود خلاف غير معلن بين باريس وواشنطن حول تحرك إسرائيل المطلق لتنفيذ حرب شاملة في لبنان لا تقف عند استهداف وتحقيق ضربات عسكرية لحزب الله، فرنسا لا تريد أي مساس بلبنان وانقسامها جغرافياً كما هو مخطط لها وأمريكا تقف وتساند تل أبيب لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي سيترتب عليه تقسيم لبنان، ولكن يبقي السؤال أين نحن من كل هذه المؤامرات سابقة التجهيز التي ستعصف بمنطقة الشرق الأوسط وتحقق طموح إسرائيل ومن خلفها أمريكا بصناعة شرق أوسط جديد بلا حكومات بلا حدود بلا تاريخ