توثيق 21 اقتحاما للمسجد الأقصى ومنع رفع الآذان بالحرم الإبراهيمي 69 مرة في سبتمبر

ذات مصر

أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في مدينة القدس المحتلة، اليوم الثلاثاء تقريرها الشهري الذي يوثّق الانتهاكات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف ودور العبادة الأخرى خلال شهر سبتمبر الفائت.

وأوضح التقرير تصاعد اعتداءات جيش وشرطة الاحتلال والمستوطنين  بشكل ملحوظ، حيث سجّلت الوزارة 21 اقتحاماً للأقصى من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، بمشاركة أكثر من 4697 مستوطنا، إلى جانب عمليات الحفر والتهويد المستمرة في محيط المسجد.

اعتداءات ممنهجة

وتضمّن التقرير تحذيراً من استمرار عمليات الحفر في منطقة القصور الأموية جنوب المصلى القبلي، ما يهدد أسس المسجد ويضعه في خطر. كما بدأت قوات الاحتلال بإنشاء بنية تحتية لتسهيل حركة المستوطنين، بما في ذلك بناء درج كهربائي يربط بين حارة الشرف وحائط البراق، إلى جانب مشروع "التلفريك" الهوائي الذي يهدف إلى ربط المستوطنات بالبلدة القديمة والمسجد الأقصى.

وأشارت الوزارة إلى أن الاعتداءات الأخيرة باتت تتبع نهجاً واضحاً يسعى إلى "تطبيع" الوجود اليهودي داخل المسجد الأقصى، في انتهاك صارخ لترتيبات الوضع القائم منذ احتلال المسجد في عام 1967. وتسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي من خلال هذه الاعتداءات إلى تحقيق هدف طويل الأمد ببناء معبد يهودي داخل المسجد، وفق ما أعلنه مسؤولون إسرائيليون مثل وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال المتطرف "بن جفير".

كما أشار التقرير إلى تمويل حكومة الاحتلال لأول مرة اقتحامات المستوطنين من خلال "وزارة التراث"، التي خصصت 545 ألف دولار لدعم هذه الاقتحامات وجولات "إرشادية" تهويدية استعدادًا لفترة الأعياد اليهودية.

الطقوس اليهودية 

كما تزايدت الممارسات التلمودية داخل المسجد الأقصى، حيث شهدت ساحاته أداء طقوس كالسجود الملحمي والنفخ بالبوق، وارتداء المستوطنين لثياب الصلاة، إضافة إلى إقامة صلوات جماعية تحت حماية الشرطة الإسرائيلية. هذه الممارسات تهدف إلى فرض تقسيم زماني ومكاني داخل المسجد.

وحذرت الوزارة من خطط جماعات "الهيكل" لإقامة احتفالات رأس السنة العبرية داخل الأقصى في الأيام القادمة، والتي تشمل توفير حافلات مجانية لنقل المستوطنين ونفخ البوق لإعادة السيطرة اليهودية على المسجد.

الاعتداءات على الحرم الإبراهيمي 

وفيما يتعلق بالحرم الإبراهيمي، أوضح التقرير أن قوات الاحتلال منعت رفع الأذان 69 مرة خلال شهر سبتمبر، بما في ذلك منع أذان الفجر 19 مرة متتالية. وأفاد التقرير بتعرض مؤذن الحرم للاعتداء اللفظي، إلى جانب نصب الشمعدان والأعلام الإسرائيلية على سطح الحرم وتغيير الكاميرات المثبتة على بواباته.

وأبرز التقرير استهداف احتفالات المولد النبوي داخل الحرم، حيث منعت قوات الاحتلال الصحفيين من إدخال معداتهم، وعرقلت دخول المصلين عبر بواباته.

وأكدت وزارة الأوقاف في ختام تقريرها أن هذه الانتهاكات تمثل اعتداءً صارخاً على صلاحيات الأوقاف الإسلامية في القدس والخليل، وانتهاكاً لقدسية المسجدين الأقصى والإبراهيمي. ودعت إلى التحرك الفوري لحماية المقدسات الإسلامية ومنع تمرير المخططات الإسرائيلية الرامية إلى فرض وقائع جديدة على الأرض.