أحمد عطا يكتب: "يسرائيل كاتس".. دبلوماسية الزوارق الحربية

ذات مصر

أثناء متابعة وانشغال العالم بالسباق الرئاسي الأمريكي الذي حسمه ترمب مبكراً ، اتخذ رئيس حكومة اليمين المتطرف بنيامين نتنياهو قرارا بإقالة جالانت وزير دفاعه والعضو المعارض الأبرز لسياسة نتنياهو وعين بدلاً منه يسرائيل كاتس وزيرا للدفاع والذي كان يتولى الحقيبة الدبلوماسية.

وحسب ما أكدت المصادر الخارجية أن أعضاء حكومة اليمين المتطرف علي علم بأن نتنياهو لا يرغب في استمرار جالانت كوزير دفاع في حكومته ، ولكن الذي دفع بنتنياهو بالتخلص من جالانت هي التسريبات التي خرجت من مكتبه والتي تتعلق بملفات عسكرية تحت مسمي سري جداً ، مما دفع نتنياهو أن يحمل المسؤولية لواحد من أفراد مكتبه المقربين بل أمر باعتقاله.

ولكن جالانت استشعر أن ما حدث من تسريبات يتحملها وحدها رئيس الحكومة الذي تشابك معه ، في نفس السياق.

نتنياهو كان لابد ان يتخلص من جالانت لأنه سيتحرك بعد الانتخابات الأمريكية في توجيه ضربة عسكرية متعددة الجبهات الجغرافية للمحور الإيراني في محاولة لصناعة تاريخ آخر لإسرائيل حتي لو تسبب في إبادة جماعية لشعوب ثلاث دول ، فالحرب المقدسة والتمهيد للمسيح المخلص هو ما يؤكد عليه في الغرف المغلقة بين أعضاء حكومته الذين عقدوا العزم لتصفية  تلت العرب وقتلهم وابادتهم تحت دعاوي واهية وحزمة من الأكاذيب يصدرها نتنياهو للمجتمع الدولي وخاصة مجمع اليهود في أمريكا الذين يملكون زمام العالم ويحركون رؤوس الأموال ما بين صعود دول يرغبون في دعمها ودول يغرقونها في الديون والأزمات ، ودول أخري يقتلون شعوبها بمباركة دولية وعجز أممي كما يحدث في لبنان وفلسطين.

 في نفس السياق وقبل إقالة جالانت رفض نتنياهو التحرك العسكري الناعم باتجاه لبنان ، بل تفاخر أمام حكومته بأنه حقق أعظم نجاح بتصفية أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله وقيادات النخبة داخل الحزب بل أكد أنه بمساعدة أمريكا بعد الانتخابات بإمكانه القضاء علي «حزب الله» في أسبوع وإسدال الستار حول أي تهديدات لشمال إسرائيل.

 لهذا نتنياهو يريد أن يتحرك بوتيرة أسرع نحو ما يعرف بالجبهات المشتعلة والتي ستشمل ثلاث دول هي سوريا واليمن والعراق ، فكان لابد أن يأتي بوزير دفاع يتحرك تحت غطاء يطلق عليه دبلوماسية الزوارق الحربية ، أي تنحية أي حلول دبلوماسية سوي بعد التخلص من المحور الإيراني ، ولكن يبقي السؤال هل سيمكنه ترمب من تنفيذ مخططه العسكري الشيطانيّ في إشعال حرب إقليمية تتوقف فيها الحياة في حال نشوبها ، أما أن ترمب  سينهي هذا الصراع في منطقة الشرق بأقل التكاليف ويخمد نشوب حرب عالمية ثالثة يلوح بها نتنياهو في ظل طموح جارف بعد تغير التركيبة الاجتماعية في عدد من البلدان العربية التي باركت ومنحت إسرائيل قيادة المنطقة خوفاً علي شعوبها من مصير غزة ، ولكن يبقي الملف الأصعب وهي الأسلحة الغربية التي حصل عليها فصائل المقاومة في لبنان بعد قتل عدد من الجنود الإسرائيليين وفرار وحدة قتالية بالكامل بعد ترك أسلحتهم.

 وهنا يبقي السؤال هل يستطيع نتنياهو تحقيق نصر عسكري وطموح جغرافي يصنع من خلاله شرق أوسط جديد في ظل اختفاء العنصر القتالي ورفض يهود الحريديم التجنيد في صفوف جيش الاحتلال وفقاً لعقيدتهم ، لهذا يُصر نتنياهو أن يكون عام ٢٠٢٥ هو عام صناعة تاريخ أو نهاية تاريخ ، إما أن إرادة الله ستتدخل لإنقاذ المنطقة العربية التي أمعنت إسرائيل وأمريكا في قتل شعوبها وتدميرها والإمعان في إفقارهم وقتلهم واذلال ما تبقي منهم.