علاء عوض يكتب: ترامب يختار سفيرة جهنم مندوبة أمريكا فى الأمم المتحدة

ذات مصر

منتقدة حادة للأمم المتحدة ودعت إلى إعادة النظر في تمويلها  
تصريح للسيدة 
أليس ستيفانيك  التي عينت سفيرة ترامب لدى الأمم المتحدة  وقالت في هذا السياق أيضا 
عندما يكون العدو داخل أبواب الأمم المتحدة، يجب على أمريكا أن تدمره وبعون الله سنفعل ذلك 
و اشتهرت سيبنيك في إسرائيل بمواجهته رؤساء جامعات هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وبنسلفانيا بشأن معاداة السامية في الجامعات في جلسة استماع بالكونجرس ودعتهم للاستقالة  وحاربت المظاهرات المناهضة لاسرائيل علي خلفية حرب غزة  
وهي ليست  حمامة سلام  علي الاطلاق فهي 
فهي متطرفة في حبها  لصقور الدمار في إسرائيل 
وتري أن  ليس لدى أي رئيس امريكي عذر لحجب المساعدات عن إسرائيل  و تؤيد الحرب ضد إيران..
لم يكن ترامب في حاجة لمثل ذلك اختيار حتي يكشف عن اهدافه الحقيقة والتي هي ابعد ما يكون عن ما اعلنه من انه مسيح المحبة والسلام وانهاء الحروب .
كل ما هنالك انه باختيار أليس ستيفانيك  احرق سريعا القناع واعلن بهذا الاختيار الحرب علي السلام في   الشرق الأوسط  والامم المتحدة والصين والرياح لن تكون جيدة أيضا في موسكو .
الأمر لا يستدعي اي دهشة او تعجب .
فالبنظر الي السجل السياسي السابق لترامب وصحيغة سوابقه السياسية 
يمكن القول أن هذا الماكر قد جاء ليكمل حلقات الدمار التي 
توقفت اجباريا بفعل الجنرال كورونا الذي اطاح به لصالح الرئيس النائم بايدن. 
فلم يكن ترامب في فترة رئاسته السابقة رجل سلام علي الاطلاق ..
واذا كان من المؤكد أن دونالد ترامب لم يشن غزوًا بريًا شاملًا  على نطاق  ماحدق في أفغانستان والعراق. لكنه صعد الصراع في كل مسارح الحرب التي ورثها، وقاد البلاد مرارًا وتكرارًا إلى شفا حروب جديدة 
فمن بيع الأسلحة للدكتاتوريين، إلى محاولة شن حرب جديدة بطائرات بدون طيار في كينيا  ودعمه  للتدخل الذي تقوده السعودية والإمارات في الحرب في اليمن هو أحد أكثر الأمثلة فظاعة  علي وقاحة هذا الشخص الذي استنزف الرياض ماليا علي خلفية تلك الحرب التي مات فيها الآلاف من الأبرياء ..
قيامه باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني  دفع الشرق الأوسط  إلى شفا حرب لولا سياسة الصبر الاستراتيجي لطهران  .

كما عمل ترامب بشكل دائم  علي  تأجيج حرب باردة مع الصين وتحرش بها تجاريا 
ماسبق عدة شواهد 
لسياسة راعي البقر ترامب تؤكد انه رجل حرب ينفر من الدبلوماسية  ويغتال الاتفاقيات  التي تحمي العالم من فتنة الحروب تماما مثلما الغي  الاتفاق النووي مع إيران وفتح باب الشر الذي نعاني من رياحه المحملة بالدماء العربية الآن 
في الواقع، أضاف ترامب باستمرار الوقود إلى النار مع وجود أربع سنوات من فترة رئاسته السابقة تحمل من الأدلة المتراكمة التي تشير جميعها في نفس الاتجاه، فقد حان الوقت لقتل هذه الأسطورة التي يصدقها البعض هنا في الشرق بأنه الراعي الصالح لنشر السلام ..
بعد ما سبق هل الإجابة علي سوال ماذا سوف يفعل ترامب بالعالم الفترة القادمة امر صعب ؟

لم يكن للولايات المتحدة رئيس في البيت الأبيض قط، بل كان مجرد دمية في أيدي أولئك الذين يسيطرون على أمريكا ويمكن فهم ذلك باستدعاء واقعة اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق  كيندي 
فقط لانه حاول تحرير امريكا ممن يحتلها ماليا ويسخرها كعبد عنده ينفذ ارادته مقابل فترة سماح أكبر لسداد الديون  ومزيد من الإقراض.
كان كينيدي يهدف إلى إيقاف النظام الذي يطبع فيه البنك الفدرالي الاحتياطي المال، وذلك عبر البدء بانتقال ناعم نحو إعادة طباعة المال إلى أيدي الحكومة الأمريكيّة».
«لقد كان يصحح عبر هذا الأمر خرقاً لدستور الولايات المتحدة، ووضعاً أحمقاً لا يحقّ فيه للولايات المتحدة أن تطبع مالها الخاص. لقد كان انقلاباً هادئاً ومستتراً على الوضع القائم. ولكنّ هذه الخطوة  أثارت  مخاوف روتشيلد وشركاه الذين يملكون البنك الاحتياطي الفيدرالي
. فقد باتت خططهم للسيطرة التامّة على حكومة الولايات المتحدة وعلى المجتمع الأمريكي تواجه الخطر بجرّة قلم، وذلك بسبب حقيقة أنّ إصدار عملة ذات فئة صغيرة كان سيتتبعه إيقاف تامّ لحقّ البنك الاحتياطي الفيدرالي بطباعة  الدولار الخاص به ، والذي يعتبر لبعض الأسباب هو دولار الولايات المتحدة معتمد  على تشريع مفرد وقّعه الرئيس الأمريكيالاسبق ويلسون فيديسمبر 1913 بينما كان معظم مشرعي أمريكا يقضون عطلة الكريسماس

ولهذا فإنّ تشريعاً مفردا من كيندي  سيكون كافياً لتدمير هذا الاحتكار. لكنّ جون كينيدي فشل في تطبيق جدول أعماله. فالأمر التنفيذي الذي اصدره برقم 11110 لم لم يتمّ تطبيقه بعد اغتياله ..
ؤترامب يفهم ذلك جيدا .
انه في حاجة إليهم ليعطوه المال ليجعل أمريكا عظيمة مرة اخري  مقابل أن يعطوه لقب القديس والممسوح من الله 
الذي انقذه الرب من الاغتيال ليعبر  البحر الاحمر و ينقذ شعبه مثلما عبر النبي موسي .
قد يظن البعض اني ابالغ في حد القداسة الترامبية .
لكن تلك هي الحقيقة فتحت غطاء تلك القداسة سينزف العالم الكثير من الدماء الفترة القادمة 
فهناك الكثير من اليمين الأبيض المتطرف دينيا وعرقيا  انتخب ترامب 
لانه المختار من الله 
رغم ان  قصة حياة ترامب بعيدة كل البعد عن القداسة.
فإذا نظرنا إلى الأمر في سياق الكتاب المقدس، نجد أن ترامب  يغش ويكذب ويسرق ويملك انداية القمار و يزني . ومغرور ومرتزق وانتقامي.
باختصار، هناك عدد قليل جدًا من الوصايا العشر التي لم ينتهكها دونالد ترامب حتى الآن. 
ولكن انصاره يقولون ترامب كالملك داود
فهو خاطئ، نعم، ولكن الرب يستخدمه لتحقيق أغراضه. وبالتالي فإن كل خطاياه تُكفر عنها بخدمته للقضية المسيحية....
ومن المؤكد ان ترامب ليس مثل النبي داود 
فالمعادلة بين داود وترامب تكشف عن سوء فهم رهيب للكتاب المقدس من حمقي المؤمنين بترامب 
إذ يكشف سفر صموئيل وسفر المزامير المنسوبين إلى داود أنه شخصية معقدة بشكل استثنائي، وليس مجرد رجل شرير  وفي نهاية المطاف هو  صوت اسرائيل، الذي تتردد أشعاره الدينية حتى الآن عدة مرات في اليوم في آذان وقلوب المتدينين. وتُظهِر هذه المزامير رجلا مختلفا تماما عن الرئيس الأميركي فداود  يقدم نفسه على أنه يعاني من الشعور بالذنب والخوف:
إن المزامير المنسوبة إلى داود تستحضر صخرة الدهور، وتصور كاتبها على أنه محروم، ضعيف، منبوذ، ومعرض لخطر مميت. بسبب ذنوبه قارن هذا برجل يصف نفسه دائمًا بأنه الأعظم، والأذكى، والأكثر قدرة، والذي يتفاخر بثروته وصحته، ويحتقر  الآخرين ويكذب ويرفض الاعتراف باخطائه ..
لذلك لا يستقيم علي الاطلاق هذا التشبيه 
الذي سوق له اعلام خبيث واقنع به الكثير من متطرفي أمريكا المسيحيين 
ترامب يدرك هذا الدعم غير المشروط. فقد قال في تصريح شهير إنه يستطيع حتى إطلاق النار على شخص في وضح النهار دون أن يخسر أي مؤيد . فهو ليس حاكم امريكا فقط بل أيضا الزعيم الفعلي للمسيحية الأمريكيّة المحافظة والمتشددة 
وبالقطع القديس ترامب مدين هنا الي من باع الوهم لمتطرفي أمريكا وأعاده للبيت الأبيض  ليحقق به أهداف إسرائيل .
يصف نتنياهو ترامب بأنه الملك كورش الوثني الذي أرسله الرب لينقذ إسرائيل 
اما اهم داعمي ترامب ماليا في حملته  الانتخابية الأخيرة 
إليهودية المتطرفة  ميريام أديلسون طرحت فكرة إضافة "كتاب ترامب إلى الكتاب المقدس..
تمتد روابط أديلسون بإسرائيل إلى أعماق التاريخ. فقد ولدت في تل أبيب أثناء الانتداب البريطاني، وتتحدث العبرية بطلاقة. كما عملت كضابط في الجيش الإسرائيلي 
وهي من خططت  للحدث الابرز .بتقل سفارة أمريكا الي القدس وحرضت ترامب علي الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران اثناء فترة رئاسته الاولي ..
ومن المؤكد انها في فترة رئاسة ترامب الحالية ستجبره 
علي تفجير الشرق الأوسط بشكل أعنف و أكثر دموية بما يسمح بميلاد إسرائيل الكبري. 
من المؤكد انهم  عقدوا الصفقة مع ترامب نبي الحمقي 
ليسحق لهم  أعدائهم  التاريخين حسب كتابهم المقدس التلمود

وهكذا ولدت الحركة الترامبية وسوف تصبح    احدى أهم الحركات السياسية التي تتخذ من الدين غطاء لعنفها  ودمويتها  وتلهم اليمين الشعبوي حول العالم. الفترة القادمة 
فعبادة ترامب بلغت ذروتها في 13 يوليو عندما أفلت  بأعجوبة من رصاصة في محاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي، وهو المشهد الذي جعله يؤمن انه المختار من الرب لتحقيق نبواءت العهد القديم  لفتح باب عودة المسيح..
فنحن امام شخص يستخدم  الملح ويضع منه على كتفه كتعويذة ضد الحظ السيئ ومقتنع تماما بذلك 
فكيف لا يصدق هذا الاحمق بأنه عليه القيام بالمهمة المقدسة التي تم اختياره من أجلها .
لذا فالعالم في خطر  فمندوبة ترامب في الأمم المتحدة تريد نسف السلام العالمي وغير مقتنع بدور المنظمة الدولية التي تسبب الصداع لاسرائيل. 
والضفة الغربية في فلسطين  هي الهدف وليس غزة  ومصر مقيدة الحركة بالديون هكذا يظن من يدير اللعبة .
وبيوت الزجاج في الخليج تستعد لإعادة احياء الديانة الإبراهيمة بالتزامن مع تفكيك إيران من الداخل واضعافها عبر توجيه ضربات أمريكية 
ولن تنطفئ نيران حرب روسيا وأوكرانيا كما يزعم ترامب لانه اذا فعل فسبضع العجوز أوروبا في قبضة بوتين في  وقت صعب علي مفاصل أوروبا التي تعاني فيه من أمراض الشيخوخة وعدم القدرة علي الحركة وسوف ينصب بوتين نفسه قيصر علي أوروبا فمن أحمق يصدق ان ترامب سوف يوقف تلك الحرب .  وسوف يبلغ التوتر مع الصين اقصي مدي وسيتم أحبار الهند وأكثر من دولة علي مغادرة البريكس .
لقد كانت رسالة أمريكا واضحة للعالم  لقد ربحت المسيحية المتشددة ونبوات العهد القديم في معركة البيت الأبيض المقدسة بعد ان هزم الملكة الشريرة ايزابل .
لو لم تعود أمريكا سريعا لرشدها  فهي نفسها كدولة ديمقراطية اصبحت علي المحك فلا يوجد حاكم يعتقد ان الله اختاره ليكون الإمبراطور الاخير للعالم  يتقبل فكرة ان يخوض انتخابات من صنع البشر 
وقد أعلنها 
دونالد ترامب  صراحة لانصاره في يوليو الماضي  إنه إذا اصبح رئيس لامريكا فبعد أربع سنوات لن تضطروا للتصويت مرة أخرى. سنصلح الأمر جيدا ولن تضطروا للتصويت 
مرة اخري  .. ولا احد ينسي له محاولته إلغاء هزيمته في عام 2020 أمام بايدن  كدليل علي ما يفكر فيه ترامب بأن يكون آخر رئيس منتخب لامريكا