إبراهيم عبد المجيد يكتب: "رحِم العالم" كتابة عابرة للحدود

ذات مصر


-1-

هذا كتاب فريد رائع في موضوعه للدكتورة شرين أبو النجا. شيرين أبو النجا أستاذة بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة، وتُعد ناقدة نسوية. لها العديد من الكتب والدراسات باللغتين العربية والإنجليزية منها "عاطفة الإختلاف.. قراءة في كتابات نسوية" و" مفهوم الوطن في فكر الكاتبة العربية" و" نسائي أم نسوي" و" من أوراق شاهندة مقلد "
الكتاب عنوانه " رحِم العالم .. أمومة عابرة للحدود"  وطبعا الرحِم هنا هو رحِم المرأة. الكتاب صادر عن دار تنمية منذ أسابيع . في مقدمة ضافية تصل إلى أربعين صفحة تبدأ بالسؤال. هل تحتاج الأمومة إلى كتاب؟ وهكذ تحكي رحلتها مع كتابة الكتاب، وما وصلت إليه لتفعله في دراستها من منهج في البحث. تبدء بذكر قضايا ستتوسع فيها بلاشك، منها كيف أن كل الثقافات تطرح تعريفات للأمومة تتسم باليقين والثقة، كما لم تتوانى السلطات بأشكالها الأبوية المتعددة عن رسم الدور المثالي للأم، وواجب الأبناء تجاهها. تنميط دور الأم وترسيخ فعل الأمومة كأحد الأدوار الرئيسية للمرأة الذي لا يتم الاعتراف به إلا بالزواج. أمثلة من الأدب المصري مثل "أمينة" في ثلاثية نجيب محفوظ" أو "الوتد" كما في رواية خيري شلبي، بينما صور أخرى للأم في رواية "الأم" لمكسيم جوركي أو رواية " محبوبة " للكاتبة الأمريكية توني موريسون. تمشي مع المقدمة التي هي تفسير للبحث والأمومة بين الشرق والغرب، وكيف يمكن قراءة إشكالية الأمومة عبر عدة مداخل، منها النفسي والإقتصادي والإجتماعي، وكذلك المدخل النسوي الذي  تتعدد مداخله ليواكب التطورات العنيفة الناتجة عن الحروب والصراعات، وما يقع مثلا على النساء من اغتصاب يحولهن إلى منبوذات يحتجن إلي رعاية صحية. تتناول بإيجاز الخطاب النقدي حول الأمومة في التنظير الغربي الذي بدأ في السبعينات، متزامنا مع صعود حركات التحرر في العالم، بما فيها الحركات النسوية وثورة الشباب في أوربا وغيرها، وأسماء بارزة ممن تناولوا الأمر من منظور علم الإجتماع مثل دورثي دينر شتاين، وشيئ من كتبها مثل " الحورية والوحش "عام 1976 وآرائها، أو الشاعرة والمنظرة النسوية إدريان ريتش التي أثار كتابها " الأمومة كتجربة ومؤسسة" الذي صدر في نفس عام كتاب دورثي دينر شتاين ضجة كبيرة، وما بعدها من كتب وأسماء هامة في الفكر الأمريكي. ثم تنقلنا بإيجاز إلى أسماء هامة في الفكر الفرنسي مثل سيمون دي بوفوار وهيلين سيسو وجوليا كريستيفا وغيرهن، وما ورائهن من تفسيرات نفسية وفلسفية، ثم كيف دخلت ووصلت مسألة الأمومة إلى الدراسات الجامعية، لتنتقل إلى الأمومة في الثقافة العربية وأثر الفكر الغربي عليها، وعلى الفكر النسوي الذي صار الغرب هو مصدره الذي لا نقاش فيه. أسماء قليلة ناقشت الأمر مثل نصر حامد أبو زيد في كتابه " المرأة في خطاب الأزمة " وكيف صار الخطاب عن المرأة مأزوما مثل أزمتها وقولبتها، ومن أين تأتي قداسة الأم. من تربية أبنائها فقط وفرحها حتى باستشهادهم وإطلاقها للزغاريد. أمثلة من الأدب ثم كتاب إيمان مرسال " كيف تلتئم ؟ عن الأمومة وأشباحها". أهمية الكتاب في ارتباط الشخصي بالعام، وكيف مهد لسرديات تتقدم ساعية إلى الالتئام. تطل  شيرين أبو النجا على القراءة المقارنة، ونظرة سريعة على تاريخ الأدب المقارن ومدارسه المختلفة، منذ نشأتها مع نهاية القرن الثامن عشر مع صعود فلسفة التنوير في فرنسا، وأزمة هذا الأدب، وظهور دراسات التوازي مَخرجا آمنا وثريا، وأمثلة على كل نوع، منها كتاب سلمى مبارك " النص والصورة ". كيف احتاجت شيرين أبو النجا إلى وقت طويل لتمتلك جرأة انتاج هذا الكتاب، فالخوف شديد من اقتحام جبل من المقدسات.

-2-
يأتي الفصل الأول بعنوان " عبور الحدود الأبوية " دراسة مقارنة بين الكاتبتين سيمون دي بوفوار إبنة فرنسا التي كانت تحتل الجزائر، وفاطمة المرنيسي المغربية. ما كان يمكن أن يحتل إسما سيمون دي بوفوار وفاطمة المرنيسي الموقع الذي نعرفه اليوم، من دون أن تكونا عبرتا الحدود المفروضة عليهما والمقيدة للحرية. الحدود هنا هي الحدود النفسية والمجتمعية والفكرية. هذه الحدود التي إذا تجاوزها الرجل أُعتبر مافعله إنجازا، بينما المرأة يعد ما تفعله، تجاوزا في حق منظومة أخلاقية ارتبطت بالنساء، وحولتها المجتمعات إلى حاجز الدفاع الأول ضد تلويث نقاء الهوية! لكن هذا التجاوز هو الذي صنع تاريخا مكَّن الفكر النسوي من الحصول على مكانة راسخة في مجالي العلوم والإنسانيات. نمشي معها ونرى كيف قدمت سيمون دي بوفوار تفاصيل رحلتها في العبور في مذكراتها التي نشرتها عام 1958 بعنوان " مذكرات فتاة رصينة" وكتبت فاطمة المرنيسي مذكرات تحمل كثيرا من التخييل القصدي بعنوان" نساء على أجنحة الحلم " عام 1994 .
تفاصيل أسوار المكان والأم والدين في عناوين بشكل أوسع مثل "الطبقة". فعلى طول التاريخ منذ نشوء القطبية الثنائية عن الحرة والأَمَة لم يختفِ ذلك، رغم إلغاء الرق والعبودية. لقد ظل عم أحمد البواب لكل بيت هو حارس الحدود في حركة الحريم . فللحريم الداخل وللرجال الخارج. وحتى تحت الإستعمار انتمى المستعمِر الفرنسي إلي طبقة مغايرة للمستعمَر. سيمون دي بوفوار تنتمي إلى طبقة بورجوازية تعبر عن فرنسا في فترة الحرب العالمية الأولى، وتتسم بالتعصب لأفكارها، كما أنها طبقة متحالفة مع الكنيسة، وهي كأي مؤسسة دينية ترى المرأة كائنا أدنى من الرجل، ومن ثم كانت معركتها الرئيسية هي الإنسلاخ عن هذه الطبقة. ثم يأتي الخطاب الديني الذي يؤكد على الفصل بين الرجال والنساء وتقديس الحدود وتقييد التنقل، وكيف تمردت فاطمة المرنيسي عليه. أشكال رفض الحريم حتى عند الأمهات، وتجليها في النضال الوطني، ومشاركتهن فيه. استطاعت المرنيسي إجراء قطيعة خاصة مع  التقاليد والأفكار الموروثة، بإعادة قراءة النص بأكمله، بينما قامت سيمون دي بوفوار بإجراء قطيعة نهائية مع النص نفسه، واستبدلته بالنص الفلسفي والخبرة الإجتماعية. ثم يأتي المكان الذي لم يعد عنصرا رئيسيا في صياغة حياة النساء. الفرق بين الريف والمدن في الحرية. كيف يعطي الريف مساحة أكبر للحركة والخروج، فليس به مثلا أجانب كالفرنسيين، بينما في مدينة مثل فاس فالنساء حريم بين الجدران. الحرية مع الأرض والاتساع . كذلك كانت الطبيعة علاجا حقيقيا لسيمون دي بوفوار، ففي الريف كات تتوقف عن الشعور بأنها ضمير تائه أو نظر مجرد، فقد كانت تتبخر فيه بلا حدود. هكذا تمشي مع تفاصيل معاناة كل منهما لعبور الحدود، حتى أن البعض يري فاطمة المرنيسي سيمون دي بوفوار العرب، لكن شيرين أبو النجا ترفض ذلك، لأن معناه أن مافعلته في الكتاب ليس إلا إعادة انتاج لمدرسة الأدب المقارن الفرنسية، التي ترى تأثير الشمال على الجنوب، ومن ثم يكون الجنوب في وضع أدنى.
ننتقل إلى الفصل الثاني بعنوان " قطار الأمهات" وعنوانه الفرعي " تلاميذ تملؤهم الخيبة".
تبدأ الحديث عن كتاب " عن المرأة المولودة " للأمريكية إدريان ريتش. طبعته الأولى عام 1976 وفي الطبعة العاشرة عام 1986 كتبت مقدمة جديدة، فقد تغير السياق الاجتماعي والسياسي والقانوني. عشر طبعات من الكتاب تدلك دون إشارة على مدى أهميته. كانت ريتش قد رسَّخت وجودها كشاعرة عبر سبعة دواوين. تخصص شيرين أبو النجا هذا الفصل للحديث عن أفكار ريتش، وتقارن بينها وبين الشاعرتين المصريتين سارة عابدين ومروة أبو ضيف. طبعا لا تبتعد عما غير السياق الإجتماعي والسياسي في أميركا في السبعينات، بانتعاش حركة تحرير النساء التي خرجت من عباءة اليسار. عملت ريتش على تحليل رؤية الثقافة الأبوية والذكورية لدور الأم. الأمر نفسه يمكن أن تشعر به من ديوان سارة عابدين المشترك مع مروة أبو ضيف الذي عنوانه " وبيننا حديقة" سارة عابدين التي تعيش في مصر، ومروة أبو ضيف التي تعيش في كندا، والحوار الشعري بينهما. تختلف صور وتشبيهات المصريتين مع ريتش، لكن المعنى دائما هو كيف تخرج المرأة من مؤسسة الأمومة لتكون حرة. الحرية هنا مظهرها كتابة الشعر. الصراع داخل المرأة بين الغضب مما تعيشه، والحنان الذي عليها أن تسقيه لأبنائها، فتقول سارة أن بناتها هن واضعات قوانين الغرفة، وهي ومثلها الغلابة الثائرات يهتفن كل يوم مطالبات بالحرية، لكن الغرفة مغلقة عليهن كسجن. وتستمر المقارنة فتأخذ الذكريات مكانها، فقبل الأمومة كانت الذات تمتلك مقدراتها ومفردات يومها والإعلان عن رغباتها. الذات قبل الأمومة تبتعد صورتها كأنها لشخص آخر، فريتش وسارة ومروة ملتزمات بكتابة الشعر، لكن كل منهن كانت مضطرة إلى تبني دور الأم .
تختلف مروة أبو ضيف معهما في رؤية ما قبل الأمومة، وترى الأمومة إنقاذا من الذكريات، وكأنها لفتاة لا تشبهها. ثم ماذا فعلت التجربة لكل كاتبة؟ وكيف ساهمت في تشكيل رؤيتها للعالم؟.
ننتقل إلى أشباح الأمومة والكتابة. تلوح الأمومة أحيانا شبحا قويا يهدد الذات بشكل عام على المستوي النفسي، وذات الكاتبة بشكل خاص. الأمومة هي المنافس الأول للكتابة. هنا تتم المقارنة بين ما كتبته إيمان مرسال والكاتبة إليف شافاك. إيمان في كتابها " كيف تلتئم . عن الأمومة وأشباحها" وشافاك في كتابها " حليب أسود.. الكتابة والأمومة والحريم" عندهما تبدو مرجعية الأمومة علي قدر كبير من الأهمية. كيف نمارس الأمومة ومن أين نستقي أفكارنا عنها. الأشباح موجودة في حياة أي امرأة، قد لا تتعرف عليها أو تتجاهلها، لكن الكاتبة لا تملك رفاهية غض الطرف عنها، فمواجهتها وتحليلها هما جزء من الأدبية النسوية. من ذلك تجربة الولادة وهلعها، واكتئاب ما بعد الولادة. مقارنة بين الكاتبتين كالعادة ثم ندخل في الموت وتجربته عند فقد الإبنة. نأتي هنا إلى رواية "دنيا زاد" لمي التلمساني ومسرحية "تصبحين على خير يا أمي" للأمريكية مارشا نورمان. وعن الإبنة المفقودة نقرأ كيف أحرقت عائشة التيمورية ما كتبته من شعر قبل وفات ابنتها "توحيدة". تقارن بينها وبين الكاتبة الإيطالية إيلينا فيرانتي . بين ديوان عائشة " حلية الطراز" ورواية الإيطالية" الإبنة المفقودة". 
في فصل بعنوان "الصوت والإسم" وتحته عنوان "الخبز والرقص" نري كيف يقترن غياب صوت المرأة، بغياب سيطرتها على جسدها، فهي دائما في خدمة الآخرين عبر أشكال متعددة، مثل العمل المنزلي والرعاية وإرضاء شهوة الآخر. المرأة التى تسعى لامتلاك صوتها الخاص، تبدا رحلة شاقة مليئة بالعثرات والصعاب. وهنا مقارنة بين هذا التورط الأمومي في عملين هما " صانعات الحلوى" للكاتبة المالطية الأسترالية لو دروفينيك، ورواية "أسامينا" للكاتبة العمانية هدي حَمَد . قضية الإبنة وقسوة الأم، أو الرغبة في الإمتلاك بين الإبنة والأم وهوسه في القصة القصيرة التي بعنوان "الشيخوخة" للطيفة الزيات، ومذكرات جانيت وينترسون التي عنوانها" لماذا تكونين سعيدة في حين يمكنك أن تكوني طبيعية " وتتحدث عن طبيعة الورطة وأشكالها أو تجلياتها، وسبيل الخروج منها في رحلة الأم / الإبنة للبحث عن الحب. ننتقل إلى الأم المهزومة أو المأزومة، وشهادات الأمومة وغيرها عن الأم والأمومة، حتى نصل إلى    الفصل قبل الأخير عن أولاد الأمهات.

-3-
تبدا الفصل برسالة من صلاح جاهين إلى أمه أمينة حسن سبق أن نشرها الشاعر عزمي عبد الوهاب في مجلة الأهرام العربي عام 2020 . تقول الرسالة:
" حبيبتي ماما 
أقبّلك ألف قبلة، بل مليون قبلة، وأدعو الله أن تكوني بصحة جيدة، كل سنة وانتِ طيبة علشان عيدك، ولو أنها جاءت متأخرة كتابة.. رأفت قال لي إنه بلغك تحياتي يوم 21 كما طلبت منه - طبعا يقصد 21 مارس عيد الأم - أنا بخير ولو أني مشغول جدا، ومواعيد صحياني ملخبطة للغاية.
أرجو تبليغ تحياتي وحبي لسامية ولُبني وميرت والجميع، وأن أتمكن قريبا من المجيئ إليكِ لأنك واحشاني جدا، وربنا ينفخ في صورة التليفون علشان أعرف أكلمك كل يوم - بالمناسبة كانت التليفونات ذلك الوقت لا تعمل بسهولة - علمت من مصطفي أنه متوجه إلى مصر الجديدة، فكتبت هذه الرسالة على عجل يحملها إليكِ. وأخيرا أدعو الله أن يمتعك بالصحة، وأن يحفظك لنا خيرا وبركة وحِكمة .. وإلي اللقاء.... صلاح"
تتأمل الدكتورة شيرين أبو النجا الصدق العفوي والتلقائية التي تعززها العامية في اللغة، وتلفت نظرنا إلى الدعوة الأخيرة " يحفظك - أي الله - لنا خيرا وبركة وحِكمة "  الخير والبركة لا يحتاجان إلى شرح فهما مرتبطان بالأم، لكن الدعاء بحفظ الحِكمة هو ما يدعو إلى التأمل، فصاحب الرباعيات الحافلة بالحكم يقر أن أمه هي منبع الحكمة. وتأخذنا إلي الكاتبة السورية شهلا العجيلي في مقالها المنشور في مايو 2015 بعنوان" أولاد الأمهات " وهو ماجعلته شيرين أبو النجا عنوانا للفصل. تقول شهلا العجيلي " هذه المجتمعات ستبقي أمومية، وإن راودكم  الشك في ذلك، فاسألوا الشعراءعن السبب، الذي يجعلهم يلوذون بأمهاتهم لحظة الخوف أو لحظة الشعر" وتبدأ شيرين رحلة الحديث عن الشعراء، وارتداد الشاعر إلى مرحلة الطفولة حين تحضر أمه في القصيدة، فهذا البحث يعبر عن الأم كملجأ، وهو ما يشعره بالأمان ويداوي جروحه ولو بشكل مؤقت. هذا ماعبر عنه  الشاعر اللبناني سعيد عقل حين قال:
"أمي، ياملاكي، ياحبي الباقي إلى الأبد
ولم تزل يداك أرجوحتي، ولم أزل وَلَدْ"
كيف تؤكد كلمة " وَلَدْ" رغبة الشاعر في العودة إلى الطفولة، وهو الأمر الذي استخدمه نزار قباني في قصيدته" خمس رسائل إلى أمي"
ثم تمشي مع محمود درويش وفكرة الأم والأرض، فكم ورد على فلسطين من عهود وحكام تغيرت، ولم تزل الأرض هي الأم. وكذلك تمشي شيرين مع الأم وعدد من شعراء العالم منهم الأفرو أميركي لانجستون هيوز، والهندي رابندرانات طاغور.
تنتهي من الفصل الأخير الذي عنوانه" وهل للأم خاتمة" ، وتكتشف أنك كنت مع حديقة حافلة بالزهور والأشجار الوارفة بالظلال رغم أي آلام. ورِحم المرأة ليس مجرد مكان للمخلوقات البشرية، لكنه رحِم يحمل العالم كله كما تحمله الأرض. للأسف حاولت إيجاز الكتاب، لكن تركت لك أيها القارئ الكثير لتقرأه، فإيجاز هذا الكتاب أمر صعب، فكل كلمة في مكانها في بناء محكم، وهذا يعكس القدرة الفائقة للكاتبة في البحث، وهي قدرة ليست غريبة عليها، كما يعكس قدرة عظيمة على تماهي اللغة مع الإفكار بإيجاز محكم، رغم صفحات الكتاب التي تصل إلي مائتي وأربعين صفحة. الدراسات المقارنة للأوجه المختلفة للقضية تعكس كتابة رائعة عابرة للحدود.

462560899_1664524724445289_8199285104957779098_n
462560899_1664524724445289_8199285104957779098_n