أحمد عطا يكتب: ديك عيد الشكر الأمريكي
يحتفل اليوم الشعب الأمريكي في آخر خميس في نهاية شهر نوفمبر من كل عام وهو عيد لا يرتبط بأي ديانة بل تحتفل به جميع الطوائف الدينية في أمريكا ،، يعتقد الأمريكيون عمومًا أن عيد الشكر لديهم مستوحى من وليمة الحصاد التي أقيمت عام 1621 بين المستعمرين الإنجليز (الحجاج) في بليموث وشعب وامبانواغ ، يكون طبق الديك الرومي المحمر الحاضر بشكل لافت على موائد الأمريكيين ، وفي الوقت الذي يلتهم فيه الشعب الأمريكي اكثر من خمسين مليون ديك رومي علي موائده ، ينتظر المعذبين من أهالي غزة أطفال ونساء وجرحي وشيوخ كسرة خبز، يفتت عظامهم الصقيع القاتل في ظل قتل ممنهج وإبادة يشهد عليها العالم امام صمت دولي عاجز أن يفعل شيئاً بل ويتلقي تعليماته من أمريكا وإسرائيل، لهذا إذا كان الديك الرومي رمز بهجة وفرحة للشعب الأمريكي ، فأن الأسلحة التي يتلقها مطار بن جوريون، يرسلها الغرب لقتل الشعب الفلسطيني وإبادته ، لهذا لابد ان اتوقف عند كمية وحجم الأسلحة التي أرسلتها أمريكا إلي إسرائيل منذ طوفان الأقصى حتي الأن
منذ 7 أكتوبر الماضي، قدمت أميركا ما يقرب من 21 ألف ذخيرة موجهة إلى إسرائيل استخدمت نصف كميتها في غزة
اما عن النوعية فهي كالتالي قنابل "إم.كيه-82
ذخائر الهجوم المباشر "كيه.إم.يو-572
25 مقاتلة "F35".
في 2 ديسمبر زوّدت أميركا إسرائيل بـ100 قنبلة خارقة للتحصينات، وعشرات الآلاف من الأسلحة.
25 مقاتلة "F-15 AI".
في نفس الوقت فقد منحت بريطانيا العام الماضي تراخيص تصدير لبيع معدات دفاعية لإسرائيل بما لا يقل عن 42 مليون جنيه إسترليني (52.5 مليون دولار) تشمل ذخائر وطائرات مسيرة وذخائر أسلحة صغيرة ومكونات طائرات وطائرات هليكوبتر وبنادق هجومية.
لهذا فتحت نوافذ كل مصانع السلاح المتطور في العالم لقتل شعب غزة بدون رحمة واكتفت الأمم المتحدة بإطلاق تصريحات اشبه بصافرة الأطفال الصغار فقد صار الأمين العام للأمم المتحدة اشبه بالكهل العجوز.
الشحنات الأمريكية التي أرسلتها أمريكا والتي قتلت أهالي عزة وفتكت عظامهم و دمرت منازلهم ويتمت أطفالهم حتي تنعم إسرائيل بالأستقرار وتتحرك نحو مشروعها الشرق الأوسط الكبير الذي اعلن عنه ورفع النقاب عن تفاصيله رئيس حكومة إسرائيل المطلوب أمام الجنائية الدولية
لهذا ان مشروع ايلي كوهين الذي بدأ تحت مظلة الربيع العربي وترتب عليه تدمير حضارة أربعة دول عربية ونهب ثرواتها وإعادة رسم جغرافية الوطن العربي بناءً علي رغبة إسرائيل وصولاً الي طوفان الأقصى قد اكتملت الجريمة به تاريخياً ،، وان مشروع ايلي كوهين الهدف منه طمس معالم المنطقة العربية ونهب ثرواتها والاحتماء بالمظلة الإسرائيلية تحت مسميات مختلفة، الدين الابراهيمي وسلام يجمع شعوب العالم وأيدولوجيات مختلفة ، لهذا سنجد نتنياهو خلال عام ٢٠٢٥ يطالب بعودة الإسرائيلين الذين غادروا بلدانهم في عدد من الدول العربية في خمسينات وستينات القرن الماضي، أي تمكين اجتماعي واقتصادي.
منذ عام 2010، انتهجت الولايات المتحدة سياسة تتبنى استراتيجية "التحول شرقاً"؛ أي ترك الشرق الأوسط والاتجاه الى منطقة الإندو-باسيفيك لمواجهة المنافسة الصينية هناك. ولكن الحقيقة أن الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة أعادت واشنطن "عملياً" من جديد إلى الشرق الأوسط؛ لأنها باتت تخشى الصعود الصيني والروسي في المنطقة،، فأصبح اللعب علي ترابيزة البوكر متعدد الأطراف في مارثون عسكري وسياسي تتبادل أدواره إسرائيل وأمريكا داخل منطقة الشرق الأوسط.