محمد سعد عبد اللطيف يكتب: "مزاد في ديار العرب"ألا أونا ألا دو ألا تري"
ارتبطت تلك الجملة الإيطالية الشهيرة بعالم المزادات فالكثير لايعرف عن المزاد إلا ما كان يظهر فى أفلام االسينما المصرية في الخمسينيات والستينيات من القرن المنقضي ،
خلال السطور التالية معلومات مثيرة عن عالم المزادات الجديد
فى "ديار العرب " وأسعار القادة وزعماء العرب " وكيف تطورت وأصبحت من سيمات النظام العالمي الجديد، عن مزاد أسعار {زعماء العرب} بعد أن اختفت مزادات "الانتيكات" في نهاية القرن المنصرم ، اعلن "البيت الأبيض وحلف الناتو " عن مكافأة من يُدلِّي عن مكان إختفاء / الرئيس صدام حسين/ الهارب بعد سقوط العاصمة بغداد ، تم فتح المزاد بحضور معظم جيوش العالم عرب وفرس وعجم وافرنج " الجائزة ( 25 مليون دولار) ألا أونا ألا دو ألا تري"
من يُدلِّي
أو يقبض عليه،
ومع ظهور التنظيمات المسلحة من تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية المسلحة " فتحت أمريكا مزاد لكل من
يُدلِّي عن /أسامة بن لادن
،ثم أيمن الظواهري ،
والبغدادي والزرقاوي واخرون ،وأخيرًا اغلق المزاد علي /أبو محمد الجولاني (احمد الشرع ) لمن يُدلِّي
أو يقبض علي ما سلفا ذكرهم " كان من المضحك في المزاد الأمريكي عدم الإنصاف والسخرية في المزاد إذا اِقْتَرنَ بتأمين "مؤخرة الممثلة جنيفر" تعادل جائزة القبض على ثلاثة رُؤسَاء عرب
" في مقارنة للكاتب العراقي" حمزة الحسن " عن السخرية لقيمة الإنسان العربي ،
كما لو كانوا معروضين في سوق الخميس في قريتنا ،
أو أوراق اليانصيب في نهاية كل عام في اوروبا ،
تحول بعض الزعماء العرب الى سلعة مطلوبة ومطاردة الى حفنة من الفارين توضع صورهم في الشوارع والمحلات والميادين ومحطات القطارات وكل الأمكنة الأخرى التي كانت صورهم فيها تملأ الجدران،
وتملأ القلوب بالرعب وتشوه الأمكنة.،، ومع أحداث موجات الربيع العربي،، اتسع المزاد وقل السعر وقيمة الزعيم في المزاد ،في حين وصل سعر العقيد "القذافي" الذي لقب نفسه" ملك ملوك افريقيا" الى( مليون يورو)، وهذا ثمن بخْس مقارنة بالأموال المهربة والمخبأة التي صارت، اليوم، غنيمة للمصارف وغسل الأموال، وأمراء
الحرب في ليبيا والصراع عليها ،،
أما سعر الرئيس اليمني "علي عبد الله صالح" فتراوح بين 20 كيلو ذهب،وبين عشرة ملايين دولار،
والطريف ان تنظيم القاعدة هو من وضع سعر الرئيس "علي صالح "مع ان الرجل خارج السلطة لا يساوي سعره كيلو طماطم .أما مكافأة القبض على الرئيس{ السوداني البشير} من قبل الأمريكان بعد قرار {محكمة الجنايات الدولية} في القبض عليه،
فهو 《عشرة ملايين دولار》وهو مبلغ لا يساوى قيمة التأمين على {مؤخرة المغنية والممثلة جنيفر لوبيز }البالغة 27 مليون دولار،
وهو المبلغ الذي يساوي قيمة مكافأة القبض على {القذافي وعلي صالح والبشير}
أي ثلاثة جنرالات مقابل وثيقة تأمين مؤخرة،
علمًا ،ان قيمة التأمين على مؤخرة مقدمة البرامج والممثلة [كيم كادراشيان هو 21 مليون دولار]
اي سعر مكافأة القبض على البشير وصالح والقذافي.،
الناجون من المزاد ..!!الناجون من أسعار المزاد هم/الرئيس التونسي والمصري / زين العابدين بن علي/، فلقد صمم على أخذ المال وصناديق الذهب مع زوجته الجميلة "ليلى الطرابلسي" وهي كانت تعمل كوافير سابقًا،
حتى انهم لم يعثور على مال لتخصيص جائزة للقبض عليه، في مصر المحروسة بلد الفن / الرئيس المصري
حسني مبارك// الذي كان يرعبه مصير القذافي، وأصيب بنوبة ذعر عندما رآه في مشهد مأساوي مخوزقاً في قبضة جمهور غاضب، قرر التنازل عن العرش، وأمر وزير اعلامه ان يستمع شعبة الذواق للآدب والفن والغناء والطرب بإذاعة اغنية الفنانة /سعاد حسني /عبر الأثير {اغنية الشكولاتة ساحت راحت مطرح ما راحت } لكن بعد أن ساحت المليارات في مصارف متخصصة في غسيل الأموال،
بحيث لا يستطيع أذكى الخبراء وأدهى السحرة، وأكثر العفاريت دهاءً من العثور عليها،
لا في هذا القرن ولا في القرون القادمة.،
الناجي الوحيد من المزاد ومن الجوائز هو (الرئيس اليمني عبد ربه منصور) بعد ارتداء ملابس نسائية والفرار الى السعودية ويتحول الى سجين بلا قضبان داخل قصر ملكي بعنوان رئيس شرعي سابق ،،! المهزلة أو الفضيحة التي تفتقد الى العمق والرصانة، ان هؤلاء عرضوا انفسهم كقادة كبار، وحاولوا تغيير التاريخ بل غيروه، واقترحوا للآنفسهم كمنقذين وملهمين ومفكرين،
في مجتمع مؤسس على/الخوف من الخوف والشكل والحجم والقوة وليس الكفاءة،
في النهاية صحروا الغابات والمدن والنفوس والثقافة والأمكنة، وتركوا خلفهم شعوباً وقبائل ممزقة ومتحاربة .،غارقة في الدم والمحن والحروب والفقر والخراب ،أسعار الزعماء العرب هؤلاء، ومن سيأتي بعدهم، ليست فضيحة تخص هؤلاء فحسب، بل هناك الجانب المتعلق بنا كشعوب ، جانب من تلك الأسعار الزهيدة هو سعرنا أَيضًا ،نحن الذين لم نعرف، حتى اليوم، رغم تراكم الجثث والتجارب والمعارف،
أن نبحث عن قطيعة مع العقل المنتج لهذا الصنف من الدكتاتوريات ،
الذين لم يغيروا تاريخ الأمس فحسب،
بل غيروا صورة المستقبل،
مع ان سعر بوليصة تأمين (مؤخرة جنيفر لوبيز )أكبر من قيمة مكافأة القبض على أي واحد منهم وأكبر من قيمة القبض على ثلاثة معاً.أما قيمة القبض على أحمد الشرع فهي( 10 مليون دولار )ما يساوي نصف بوليصة تأمين "كيم كادراشيان" سترفع عنه بعد أن تولي على شعب مغلوب علي أمره لاحول له ولاقوة،، بين عشِيَّةَ وضُحاها
زعيمًا جهاديًا براغماتيًا"سمك لبن تمر هندي ..
أنا منذ خمسين عامًا
أحاول رسم بلادٍ
تسمى مجازا بلاد العرب
رسمت بلون الشرايين حينا
وحينا رسمت بلون الغضب.
وحين انتهى الرسم، ساءلت نفسي:
إذا أعلنوا ذات يومٍ وفاة العرب...
ففي أي مقبرةٍ يدفنون؟
ومن سوف يبكي عليهم..؟
وليس لديهم بناتٌ...
وليس لديهم بنون...
وليس هنالك حزنٌ،
وليس هنالك من يحزنون..!!
هل يا" نزار "
رأيت العروبة معروضةً في مزاد سوريا . من يشتري ..
ولكنني. يانزار ، رأيت كل العالم الأن في المزاد . ولكني .ما رأيت العرب...! !
محمد سعد عبد اللطيف ،كاتب وباحث مصري متخصص في علم الجغرافيا السياسية