بسبب انقطاع الكهرباء.. الأسانسيرات «بيت الرعب» للمصريين

ذات مصر

كتبت أزمة انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من ساعتين فصلًا إضافيًا من معاناة المصريين، وحولت حياتهم إلى كابوس غير معلوم نهايته أو حتى طريقة التعامل معه في ظل انقطاع التيار في أوقات تتزامن مع عودة الطلاب من المدارس.

الحكومة ممثلة في وزارة الكهرباء قررت زيادة معاناة المصريين عقب نهاية إجازة عيد الفطر المبارك، لتعلن عودة خطة تخفيف الأحمال والذي تزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، وعودة الطلاب إلى المدارس.

قطع التيار الكهربائي

الوزارة قررت في البداية قطع التيار لمدة ساعة، لكنها عدلت رأيها لتصل مدة الانقطاع إلى نحو ساعتين وربع غير «مهتمة» بما يضاف إلى أعباء المواطنين والصناع على حد سواء جراء هذه القرار الذي يعطل حياة الناس.

الضغوط التي وضعتها الحكومة على المواطنين لم تقتصر على زيادة الوقت فقط، لكنها اختارت أن يكون الانقطاع في الفترة من الـ11 مساءً وحتى الخامسة مساءً لضمان تحقيق أكبر توفير في عدد الميجاوات المستهلكة يوميًا.

واشتكى أحمد ناجي سالم، من محافظة دمياط، من ارتباط موعد قطع التيار الكهربائي عن منطقته في نفس توقيت عودة نجله، مشيرًا إلى أنه يسكن في الدور الـ12، والباص يعيد نجله في تمام الساعة الواحدة ونصف.

وبين في منشور عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن قطع التيار الكهربائي يحدث في الفترة من الساعة 1 ظهرًا وحتى الثالثة مساءً، ما يزيد معاناته اليومية خصوصًا مع رفض نجله الصعود عبر السلالم.

وتابع ساخرًا: «مفيش قدامي غير حل من الحلول دي، (انزل 12 دورًا واقعد ساعتين في الشارع، أو انزل 12 دور واطلع 12 دور واشيل الواد وأنا طالع، أو أعزل، أو اعرف عنوان الموظف اللي بيقطع الكهرباء واعطيه 20 جنيهًا ويشغلي الكهرباء نص ساعه في النص، أو اقعد الواد من الحضانة ويعني اللي اتعلموا عملوا ايه، أو أهاجر، أو أقدم على وظيفه في شركة الكهرباء، أو أحاول ابتكر طريقة لتشغيل الاسانسير بالباور بانك».

صندوق الموت

الانقطاع في شارع ترسا في منطقة الهرم يتزامن مع رحلة عودة الطلاب من المدارس، وتحكي فاطمة محمد، ربة منزل، الساكنة في الطابق التاسع، أن أول يوم لتطبيق قرار قطع الكهرباء تزامن مع عودة نجلها من المدرسة، مشيرةً إلى أنه نزلت لاستقبال نجلها وعند صعودهما بالأسانسير فوجئوا بانقطاع التيار الكهربائي.

تضيف فاطمة، أنها لم تكن مطلعة على تلك الأخبار خصوصًا مع وقف انقطاع التيار الكهربائي خلال شهر رمضان وإجازة عيد الفطر، مبينة أنها ونجلها أصيبا بالذعر بعد توقف الأسانسير وعدم وجود هاتف يمكنها من توفير إضاءة لطمأنة نجلها.

وتكمل: «ابني شعر بالرعب في تلك اللحظة ودخل في نوبة بكاء رغم وجودي معه، خصوصًا مع محاولاتي الطرق على باب الأسانسير للحصول على مساعدة والنداء على حارس العقار»، مشيرةً إلى أن جارتها في الدور السادس تمكنت من سماعها وجلب حارس العقار لسحب الأسانسير.

لم تنته معاناة فاطمة هنا، لكنها استمرت بعد عودتها إلى المنزل فاستمر نجلها في البكاء، ولم يستطع النوم بعد عودته للمدرسة، ورفضه ركوب الأسانسير ثانية خوفًا من انقطاع الكهرباء مجددًا رغم محاولة طمأنتها له.

مأساة فاطمة لم تكن أسوء من كارثة «محمود خطاب»، رئيس مجلس إدارة شركة سياحية، إثر سقوطه من المصعد في محل سكنه في منطقة الطوابق بفيصل في محافظة الجيزة إثر انقطاع التيار الكهربائي.

محمود صاحب الـ40 عامًا، نجح في إنقاذ طفل سوادني يزيد عمره عن الـ10 سنوات بعد انقطاع التيار الكهربائي عليهما واحتجازهما داخل الأسانسير بين الطابقين السادس والسابع، فاضطرا للخروج من «علبة الأسانسير».

الراحل تمكن من إنقاذ الطفل من خلال حمله وإخراجه لكنه لم يتمكن من العبور إلى بر الأمان فاختل توازنه بعد تعثره ليسقط ويلقى حتفه، وخلال معاينة جثمانه اكتشف ذويه وجود جرح غائر في رأسه ما أدى إلى وفاته.