«جنازة السعدنى» تشعل أزمة بين الصحفيين والتمثيليين.. والبلشي وزكي يبحثان عن مخرج
شهدت جنازة الممثل صلاح السعدني أحداثًا غريبة، حيث تجلى الحزن والصدمة في انهيار ابنه أحمد السعدني أثناء وداعه الأخير لوالده في المقابر أثناء تشييع جثمانه.
وكحال جنازات الشخصيات المشهورة، والتي تشهد تغطية صحفية، وأحيانا بسبب عدم وجود قواعد تحكم التغطية، تحدث أمور لا تمت لميثاق الشرف الصحفي. انفعل السعدني الابن على عدد من المصورين الصحفيين الذين حاولوا تصوير جثمان والده.
"التمثيلية" تعتذر عن عدم استقبال الصحافة
وفي ضوء ذلك، قررت نقابة المهن التمثيلية عدم استقبال السادة الصحفيين والمراسلين من القنوات التلفزيونية في عزاء الفنان الراحل صلاح السعدني اليوم، الأحد، تعبيرًا عن احترام مشاعر أسرته ولتفادي تكرار مثل هذه المواقف في الجنازة.
وأكد الدكتور أشرف زكي أن العزاء سيقتصر على أفراد أسرة الفنان الراحل وأصدقائه وزملائه فقط، حتى يتم وضع ضوابط محددة لحضور وسائل الإعلام والصحافة في جنازات وعزاءات أعضاء نقابة المهن التمثيلية بالتعاون مع نقابة الصحفيين. وتقدم النقابة بالاعتذار لجميع وسائل الإعلام والصحافيين عن هذا القرار.
الباز ينتقد السعدني: مدين بالاعتذار للصحفيين
وعلّق الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة الدستور، على بيان نقابة المهن التمثيلية الذي يمنع الصحفيين من حضور عزاء الفنان الراحل صلاح السعدني.
وأعرب الباز عبر حسابه على فيسبوك عن رأيه قائلاً إن عائلة السعدني لها حق في تحديد المشاركين في عزاء الفنان الراحل صلاح السعدني، على الرغم من أنه ليس ملكًا للعائلة فحسب، بل هو ملك لجمهوره ومحبيه. ومع ذلك، كان ينبغي على نقابة الممثلين أن تتحلى بالدقة في بيانها الذي نقلت من خلاله رغبة أسرة السعدني.
وأشار الباز إلى أن البيان لم يكن لائقًا ويفتقد إلى الذوق الحقيقي، وأنه يمكن للنقابة أن تمنع حضور الصحفيين لتغطية العزاء بدون اللجوء إلى بيان يعكس حالة عصبية غاضبة بسبب موقف مؤقت.
وأكد الباز أن الذين يثيرون الفوضى في الجنازات والعزاءات ليسوا مندوبين للمواقع الإخبارية والقنوات، بل هم بشكل عام أصحاب صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، يبحثون عن المشاهدات لتحقيق مكاسب مادية كبيرة. وبالتالي، لا يمكن اعتبارهم صحفيين أو إعلاميين دقيقين.
وأضاف: "الصحافة ليست مهنة تطفلية ولا تنتهك خصوصية الأشخاص، وخاصة الفنانين وعائلاتهم. إذا ارتكب الصحفيون أخطاء، فهذا أمر ممكن أن يحدث، تمامًا كما يحدث أن يخطئ الفنانون أثناء أداء أعمالهم. ولكن هذا لا يعني أن نتجاوز حقوق الفن والفنانين."
وختم: أعتقد أن عائلة السعدنى مدينة باعتذار للصحفيين والإعلاميين، وعلى النقابة سحب هذا البيان الذى كان فجا فى تصريحه، وكان يمكن أن يكتفى بالتلميح أن عزاء عائلة السعدنى قاصر على الأقارب والزملاء، فـ"الملافظ سعد" يا نقابة الممثلين.
علاء العطار: أحمد السعدني لا يستحق الرد
وأعرب الكاتب الصحفي علاء العطاء عن استياءه من عشوائية التغطية الصحفية للجنازات، وقال في منشور عبر فيسبوك، أحد السني لا يستحق الرد، وأما النقيب فكان عليه أن يعرف أن جموع الصحفيين غاضبين مما يحدث ويطالبون أيضا بتنظيم هذا الأمر أى أن هذا هدف مشترك لذا فإن اللياقة النقابية والسياسية كانت تفرض حتما على النقيب أن يكون هذا البيان بيانا مشتركا بين نقابتى الصحفيين والمهن التمثيلية بعد تواصل وتباحث هادىء يليق بنقابتين عريقتين ونقيبين كبيرين وأعضاء يمثلون أحد أهم أدوات القوة الناعمة لمصر وبينهما احترام واحتياج متبادل ويرتبط أعضاءهما بصداقات مشهورة وروابط عميقة وعريقة تكاد تكون دائمة ويومية.
وأضاف: كان على نقيب فناني مصر العظام الكبار - الذين ساهموا في صنع وجدان وفكر كل مصرى وعربى وأنا أولهم - ألا يرتكب هذه الخطوة الصغيرة بين نقابتين كبيرتين يستحقان كل ما هو عظيم و كبير ! الخلاصة : هذا بيان مسىء ومتسرع ومثير للفتنة فى وقت وطنى حساس ويجب التعامل معه بما يستحق من نقابة الصحفيين وعلى الفنان أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية لأسباب كثيرة أن يتدارك هذا الخطأ الفادح بما لديه من خبرة نقابية وحس سياسي مؤكد.
البلشي وزكي يبحثان أزمة تغطية الجنازات
وعقب أزمة السعدني التي أغضبت قطاع واسع من الصحفيين، تواصل نقيب الصحفيين خالد البلشي مع نقيب الصحفيين مع أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، لعقد اجتماع عاجل يوم الأربعاء المقبل في مقر نقابة الصحفيين، وبحضور أعضاء مجلسي النقابتين، والمكتب التنفيذي لشعبة المصورين الصحفيين، بهدف بحث القواعد والآليات اللازمة لتنظيم التغطية الصحفية لجنازات الفنانين.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي تحدث فيها أزمة بسبب تغطية جنازة، ففي مايو ٢٠٢٣ حدثت أزمة في جنازة الفنان مصطفى درويش، الأمر الذي دفع نقيب الصحفيين إعلان وضع ضوابط لتغطية الجنازات خلال الفترة المقبلة، بعد ما حدث من بعض المصورين.