«خليها تعفن».. انتفاضة شعبية ضد أسعار الأسماك في المدن الساحلية

ذات مصر

أطلقت حملة على صفحات التواصل الاجتماعي في المحافظات الساحلية لمقاطعة شراء الأسماك ابتداءً من الأحد ولمدة أسبوع، بهدف محاربة ارتفاع الأسعار، بعدما ارتفاعت لأسعار قياسية. 

وحظيت الحملة باستجابة كبيرة من المواطنين في محافظة بورسعيد، والتي روجت تحت هاشتاج #خليها_تعفن وانتشرت على نطاق واسع، مطالبين تجار السمك بخفض الأسعار المبالغ فيها، خاصة مع انخفاض أسعار العلف وذلك لأسماك المزارع.

أكد أحمد عبدالحميد، أحد المنظمين للحملة أن بورسعيد أن شراراة مقطاعة الأسماك انطلقت من بورسعيد وستنتشر في باقي ربوع مصر، مؤكدًا عزمه على إجبار التجار الذين وصفهم بـ"الجشعين" على خفض الأسعار، مشيرًا إلى أن هذه الحملة بداية وقد تنطلق إلى سلع ومنتجات أخرى، وأن هناك سبل أخرى لتحرك الجهات الحكومية لمواجهتهم.

حجم إنتاج مصر من الأسماك 

تنتج مصر سنويا نحو 2.2 طن بنسبة اكتفاء ذاتى تصل إلى حوالى 85 %، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وذلك في البحرين الأبيض والأحمر والبحيرات الطبيعية والصناعية، ما دفعها المحروسة لاحتلال مراكز متقدمة في بعض أنواع الأسماك، مثل البلطي والبوري، كذلك تصدر أصناف أسماك عالية الجودة مثل الدنيس والقاروص.

أسعار الأسماك في مصر لم تعبر عن حجم الإنتاج، فعلى صفحات تجار الأسماك في المدينة الباسلة، عبر مواطنون عن استيائهم بآلاف الردود على إعلانات بيع الأسماك اليومية بسبب ارتفاع الأسعار يومًا بعد يوم، ما دفع أصحاب المحلات لحذف تلك الإعلانات بعد رؤية عدد التعليقات.

وأكد سكان بورسعيد أن مقاطعة شراء الأسماك هي الخطوة الأولى في مواجهة جشع التجار، وطالبوا الجهات المعنية في المحافظة بمساعدتهم وشعارهم هو "معًا نستطيع مواجهة جشع التجار".

تأتي تلك الحملة استنكارًا للزيادات المستمرة في أسعار السمك دون مبرر واضح، على الرغم من أن الأسماك البحرية لا تحتاج إلى أعلاف مستوردة مثل اللحوم والفراخ، والتي كانت السبب الرئيسي في ارتفاع أسعارها، لكن يبرر تجار وأصحاب شركات سبب ارتفاع الأسعار لارتفاع أسعار المحروقات ومصاريف النقل.

وصاحبت تلك الحملة، ردود فعل متباينة، إذ أكد تجار أن أسعار الأسماك شهدت تراجعًا حادًا وشللًا بعد بدء حملة خليها تعفن يوم الأحد الماضي، حيث تراجعت الطلبات بنسبة تصل إلى 70%، نتيجة انخفاض معدل الطلب، وتعزى هذه التراجعات إلى مشاركة العديد من المواطنين في حملة مقاطعة شراء الأسماك.

تحاول شعبة الأسماك بغرفة بورسعيد التجارية احتواء الأزمة التي نتجت عن الحملة من خلال عقد اجتماعات، لا سيما بعد انتقالها إلى محافظات ساحلية عدة، وخوفًا من وصول صداها إلى القاهرة والصعيد وتسببها في أزمة.

مدن مصر الساحلية تقاطع الأسماك 

توسعت الحملة التي انطلقت من بورسعيد لتصل إلى دمياط لحث المواطنين على مقاطعة شراء السمك ابتداء من يوم الثلاثاء ٢٤ أبريل ولمدة أسبوع، لحين تحسن الأسعار، واستند مطلقو الحملة إلى أنه ليس من المعقول أن دمياط التي تمتلك ٧٠% من أسطول الصيد بالبحر الأبيض المتوسط وجل سكانها يعملون بالصيد وتكون فيها هذه الأسعار المبالغ فيها.

وعدد مطلقو الحملة مصادر صيد السمك في مصر، والتي تبدأ من البحر المتوسط وبحيرة المنزلة وترعة السلام والنيل ومزارع اسماك بطول المسافة من شطا حتي بوغاز الجميل ببورسعيد، والبحر الاحمر وفيها بحيرات ( البردويل والمنزله والبرلس وملاحات اسكندريه وبحيرة قارون ) وفي مصر اكبر بحيرة صناعية بالعالم وهي بحيرة ناصر والبحيرات المرة بالإسماعيلية التي نتجت عن قناة السويس ونهر النيل، ومزارع اسماك بطول طريق السفر الى الإسكندرية وبورسعيد ومزرعه بركة غليون التابعة للجيش.

ولا تعد حملة مقاطعة السمك هي الأولى التي يطلقها أهل المحافظات الساحلية، ففي 2017 انطلقت حملة مقاطعة بعدما تضاعف أسعار السمك، وتكررت الحملة ذاتها في عام 2021 لكنها لم تكن بالقوة الكافية وخفتت سريعًا.