هلال عبدالحميد يكتب: عيد القيامة وحكومة الجماعة!

ذات مصر

كنت أعتقد أن الحكومة سَتُرحل إجازة عيد العمال من يوم الأربعاء ١ مايو ليوم الخميس ٢ مايو لتضم الاجازة لتصبح الخميس ٢ مايو أجازة عيد العمال والجمعة  والسبت ٣-٤ إجازة أسبوعية والأحد ٥ مايو إجازة عيد القيامة المجيد والاثنين ٦ مايو إجازة شم النسيم، وكان الشعب المصري سيشكر لها صنيعها، ولكن جاء قرارها  رقم ١٣٥٤غريبًا بجعل إجازة عيد العمال يوم الأحد بدلًا من  عيد القيامة، وتجاهلت مسمى عيد القيامة تمامًا، فتندر المصريون كعادتهم وحولوا مشكلة الحكومة  لنكات و (كموكسات) على وسائل التواصل الاجتماعي!

والحقيقة ان الحكومة اعترفت بعيد الميلاد المجيد ومنحت الشعب المصري إجازة بمناسبته بقرارها ٥٠٠٤ لسنة ٢٠٢٣ باعتبار يوم الاحد ٧ يناير إجازة رسمية بمناسبة عيد الميلاد المجيد


وأنا لا أعرف سر اعتراف الحكومة بعيد الميلاد وانكارها لعيد القيامة ؟! 
هل قسم الفتوى بمجلس الوزراء، أو وزارة الأوقاف اصدرا فتوى بأن الاعتراف بعيد القيامة قد يخرجها  من بؤرة الايمان، فتصبح والعياذ بالله حكومة خارجة عن الملة؟!

أم أنها خشيت من غلاة المتسلفين، الذين يعتبرون مجرد تهنئة المسيحيين بأعيادهم هو كفر بواح؟! 
الأ تعرف الحكومة أن هؤلاء المتسلفين يعتبرون الاحتفال بشم النسيم كفرًا؟! 

الحقيقة لا أعرف سببًا لقرار الحكومة الغريب الذي استحق سخرية المصريين مسلمين ومسيحيين

ومفهومي للدولة أنها ترعى جميع مواطنيها على نفس المستوى وتساعدهم على ممارسة شعائرهم الدينية، والاحتفال باعيادهم على نفس المستوى.فلماذا تعطي الدولة اجازات رسمية للشعب المصري في عيدي الفطر والاضحى، ولا تعطي لنفس الشعب اجازات في عيد القيامة وتتحايل لاعطاء الشعب المصري إجازة في يوم عيد القيامة ولكن بمسمى رسمي في قرار رسمي منشور بالجريدة الرسمية بانه ليس عيد القيامة.،وانما هو عيد العمال! 
 

 كنت بالثانوية العامة عندما بدأت الجماعة الإسلامية تسيطر  على مدارس وجامعات أسيوط برعاية رسمية من الدولة،ورئيسهاالسادات ومحافظ أسيوط انذاك محمد عثمان اسماعيل

 تعرض المسيحيون واليساريون لتنكيل وإرهاب على أيدي منتسبي هذه الجماعات المتغطية بفلوس ونفوذ ودعم الحكومة

 شكلت فريقًا  من الزملاء والأصدقاء وكنا نزور الكنائس في عيدي الميلاد والقيامة بمركزي بساحل سليم بأسيوط ، وكنا نقاوم تيارًا متطرفًا عنيفًا يستقوي بالدولة، وكانت زيارتنا لكنائس نزلة عنان ونزلة الملك والشامية والعونة  والدير وبويط، وكنا نذهب مبكرًا للاماكن البعيدة وننهي زياراتنا دومًا بكنيسة نزلة عنان التي يكون القداس فيها بنهايته ، فندخل عند الدكتور البرت حكيم في دوار آل حكيم في وش مدخل الكنيسة  فنشرب الشاي ونتسامر مع الأعداد الغفيرة المتواجدة عنده ونتحدث في السياسة  والاقتصاد والحال ونسهر حتى انتهاء القداس ونسلم على المصلين بعده  

 واستمرت  هذه الزيارات  لسنوات طوال وحتى الآن وإن انقطعت في أحد الأعياد لسبب قهري يقوم أصدقائي بنفس الدور، وكنا آنذاك مجموعة بسيطة تنتمي لحزب التجمع،ومنذ فترة أصبحت هذه عادة لكل الأحزاب المصرية.

فهل تصحح الحكومة قرارها قبل نهاية أسبوع الآلام لتعدل هذا القرار  بجعل عيد العمال يوم الخميس  ٢ مايو بدلًا من الأربعاء ١ مايو ، وجعل الأحد ٥ مايو هو أجازة عيد القيامة المجيد والإثنين ٦ مايو أجازة شم النسيم، وحينها نقول: شكرًا يا حكومة !