عبر مجموعات هامشية غير معروفة.. خبراء: «عملية الإسكندرية» قد تكون بداية لموجة عنف جديدة بالمنطقة

ذات مصر

حذر خبراء من احتمالية تكرار عمليات الاغتيال التي تستهدف مواطنين وشخصيات تحمل الجنسية الإسرائيلية سواء داخل مصر أو عموم المنطقة في ظل استمرار المجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. 

وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم "طلائع التحرير مجموعة الشهيد محمد صلاح"، أعلنت أمس مسؤوليتها عن قتل "رجل أعمال إسرائيلي-كندي بالإسكندرية"، حسب بيان متداول نسب للمجموعة في مواقع التواصل.

وحسب البيان المتداول، وصفت المجموعة رجل الأعمال الذي قتل في مدينة الإسكندرية، زيف كيبير، بأنه "عميل إسرائيلي مجرم يتخذ من بعض الأعمال التجارية غطاء لممارسة نشاطه في جمع المعلومات وتجنيد ضعاف النفوس لصالح جهاز الموساد".

ولفتت إلى أن العملية جاءت "بناء على تقدير معلوماتي دقيق عن نشاط الهدف والذي ستنشر تفاصيله تباعا وفق ما يسمح به الظرف الأمني".

وكانت وزارة الداخلية المصرية أصدرت فجر يوم الأربعاء بيانا أكدت من خلاله مقتل رجل أعمال كندي الجنسية في الإسكندرية شمال مصر، مشيرةً إلى اتخاذ الإجراءات القانونية، وتشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الحادث.

وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن وزارة الخارجية الإسرائيلية تفحص خلفية مقتل رجل أعمال يهودي إسرائيلي يحمل جنسية كندية.

من جهتها أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن رجل الأعمال الإسرائيلي صاحب شركة لتصدير الخضار والفواكه وأنه دخل البلاد بجواز سفر كندي، ولفتت إلى أنه يعمل في مصر منذ أكثر من 9 سنوات ويقع مقر شركته في الإسكندرية.

وتعد هذه الحادثة، الثانية من نوعها في مدينة الإسكندرية، منذ بدء الحرب على قطاع غزة.

ففي الثامن من أكتوبر الماضي، أطلق أحد أفراد الشرطة المعنيين بخدمة تأمين منطقة المنشية بالإسكندرية، أعيرة نارية من سلاحه الشخصي بشكل عشوائي، أثناء وجود أحد الأفواج السياحية الإسرائيلية بمزار عمود السواري، وهو ما أدى إلى مقتل إسرائيليين إضافة إلى مصري آخر.

وحذر مراقبون وخبراء في شؤون الجماعات الإسلامية والجهادية من تشكل جماعات ومجموعات عنف جديدة على خلفية الأوضاع بفلسطين وحالة الصمت العربي والدولي على الجرائم الإسرائيلية في محاولة للإنتقام للفلسطيني عبر تنفيذ عمليات تبدو صغيرة ولكنها ذات تأثير كبير على المنطقة.

لن تكون الأخيرة

ويري أحمد بان الباحث المتخصص في الجماعات الإسلامية أنه في ظل ما يحدث في عملية إبادة منظمة في قطاع غزة أمام أعين العالم من الطبيعي أن ينفعل  شخص أو مجموعة ويقدموا على مثل هذا الاجراء.

وقال في تصريحات خاصة لـ"ذات مصر" ليس من الضروري أن تكون المجموعة تابعة لاحدى الجماعات المعروفة ومن المبكر الحديث عن هوية المجموعة ومدى ارتباطها بالتنظيمات الموجودة على الساحة. 

ويعتقد الباحث أن الاوضاع مهيئة لحدوث هذه العمليات خاصة في ظل استمرار المجازر الإسرائيلية وحالة الصمت التي تلتزم بها الدولة المصرية.

وحول احتمالية تكرار مثل هذه العمليات، يري أن الوضع الأمني في مصر مستقر ولا يسمح بعودة الجماعات الإرهابية ولكن من الوارد حدوث عمليات فردية خاصة مع استمرار الأوضاع في غزة.

اتساع دائرة العنف

دوره، يري منير أديب الباحث في الجماعات الجهادية أن التحقيقات لم تظهر سبب التنفيذ هذه العملية ودوافعها سواء كانت جنائية أم سياسية.

وقال لـ"ذات مصر" مازالت هناك ضبابية حول مقتل هذا الرجل مشيرا إلي أن جنسيته الإسرائيلية وديانته اليهودية ربما تكون أحد أسباب العملية ولكن يجب أن ننتظر نتيجة التحقيقات.

وأشار إلي أن الحرب الإسرائيلية في غزة صنعت حالة من الاحتقان ضد إسرائيل وقد تكون هذه الحالة أحد أسباب العملية التي شهدتها الإسكندرية وقد تشهد الفترة المقبلة عمليات استهداف للإسرائيليين خارج حدود إسرائيل انتقاما لما تفعله بالفلسطينيين وهو ما قد يوسع دائرة الحرب بشكل كبير.
وبحسب الباحث فإنه إذا كانت هذه العملية لها ارتباط بما يحدث داخل فلسطين فهذا سيكون بداية لدخول أطراف أخرى للحرب وتوسع دائرة الانتقام ضد الإسرائيليين  من أفراد وربما منظمات مجهولة ليس شرطا أن تكون داخل مصر بل ربما نري في القريب استهداف مواطنون إسرائيليون مقيمون في دول أخرى وهذا قد يؤدي الى تعقيد الموقف وزيادة حدة العنف بالمنطقة.

مجموعات هامشية

ويري عمرو عبد المنعم الباحث في الجماعات الجهادية إن بعض المجموعات التي وصفها الهامشية تحاول دوما استغلال المواقف السياسية من أجل الظهور على الساحة والإعلان عن نفسها، لافتا إلى أنه بمجرد الكشف عن هوية رجل الأعمال القتيل وجنسيته الإسرائيلية سارعت ما تسمي بكتائب الشهيد محمد صلاح لتبني العملية في محاولة واضحة لمغازلة الرأي العام ودغدغة مشاعر المصريين.

وكشف عبد المنعم في تصريحات خاصة لـ"ذات مصر" أن البيان الصادر عن المجموعة ليس الأول بل الثاني حيث سبقه بيان منذ حوالي شهرين تبني عملية قام بها الجيش المصري ضد مهربين عبى الحدود مع إسرائيل زعمت الجماعة أنهم عناصر تابعين لها كانوا يحاولون التسلل للعمق الإسرائيلي وتنفيذ عملية جديدة على غرار  عملية الشهيد محمد صلاح.

ويعتقد الباحث أن بيانات الجماعة تظهر بوضوح أن عناصرها غير متمرسين في العمليات الجهادية وأنهم أقرب للهواة  مشيرا إلي أنه لا يمكن الجزم بمسؤولية المجموعة العملية التي شهدتها الإسكندرية بل ربما أنها تستغل الحادث وتوظفه سياسيا من أجل الظهور في المشهد. 

وحذر الباحث من حدوث موجة من العمليات الإرهابية خلال الأيام القادمة قد تطال بعض الأماكن الحيوية في الدول العربية على خلفية ما يحدث في غزة.

وشدد على أن المرحلة القادمة ستشهد موجة جديدة من العنف عبر جماعات غير معروفة وقد تكون العمليات صغيرة ولكنها ذات تأثير كبير.