أحمد عطا يكتب: «روچينا» الرهان الرابح للدراما المصرية
خلال رحلة الدراما المصرية بنوعيها (السينما أو التلفزيونية) تعلق المشاهد المصري والعربي بعديد من النجمات منذ منتصف الخمسينات حتى الآن، يأتي في مقدمتهن: (فاتن حمامة، وهند رستم، ومريم فخر الدين، ومديحة يسري، وهدى سلطان) وصولاً إلى نجمات السبعينات: (ميرفت أمين ومديحة كامل، وناهد شريف، ويسرا) لهذا حظيت مصر بثروة ضخمة من النجمات اللاتي كن لديهن القدرة على التعبير عن مشاكل وهموم المرأة بصدق، بل وتغيير نظرة المجتمع للمرأة، لهذا كان لا بد من أن نلفت الانتباه إلى أن فن التمثيل ليس رفاهية، بل هو رسالة ومسؤولية، ولكن خلال الثلاث سنوات الماضية حدث أمران، وهو وصول عدد من النجمات إلى مرحلة عمرية جعلتهن غير قادرات على لعب دور البطولة المطلقة، ومنهن النجمة يسرا بحكم المرحلة العمرية، لهذا نجدها في آخر أدوارها في فيلم «شقو» من إنتاج احمد السبكي، قد لعبت دورًا يبعد عن البطولة المطلقة بمسافات بعيدة، وهذه هي طبيعة نهاية الرحلة الفنية، حتى صارت الساحة الفنية تبدو خالية من النجمات باستثناء روچينا التي منحها الله كاريزما القبول والحضور منذ أولى انطلاقاتها مع يوسف شاهين في فيلم «المصير»، حتى ظن المشاهد وقتها أنها ممثلة إسبانية، بل استطاعت أن تتحمل جنون وقسوة يوسف شاهين، لتعلن عن نفسها كموهبة استثنائية وسط عدد ضخم من البطلات، من بينهن ليلى علوي التي سرقت منها روچينا الكاميرا وتفاعل معها المشاهد، متسائلاً عمن تكون هذه الفتاة الصغيرة التي أقنعت يوسف شاهين بموهبتها. ومن هنا كانت البداية والإعلان عن مولد نجمة جديدة شكلت موهبتها من خلال دراستها بمعهد الفنون المسرحية.
وخلال الأربع سنوات الماضية قدمت روجينا البطولة المطلقة وتحاول أن تحافظ على مسيرة من سبقوها من نجمات الستينيات والسبعينات، من خلال «ستايل بوك» جديد في فن التمثيل، ليواكب التطور المذهل والمنافسة الشرسة في صناعة الدراما، وتوجت آخر أربعة أعمال درامية من البطولة المطلقة لروجينا موهبتها كبطلة تكمل مسيرة النجمة يسرا والسابقات من نجمات الدراما، أمثال ليلى علوي وإلهام شاهين وغيرهما. ومن هذه الأعمال: سكة سفر – تياترو – ستهم – سر إلهي الذي اعتبره من أفضل الأعمال الدرامية في رمضان الماضي، ويحسب للشركة المتحدة.
هذه التوليفة من الأعمال حجزت لروچينا مكانة شديدة التميز، فمن خلال سر إلهي، من خلال شخصية ناصرة وهي الشخصية التي مرت بمنعطفات درامية مختلفة وضعت روچينا في تحدٍ شرس كأنها تجسد أكثر من شخصية في عمل واحد، لهذا تقع المسؤولية على الشركة المتحدة في تقديم مزيد من الأعمال تكون البطولة المطلقة فيها لنجمات في حجم روچينا التي تواصل بنجاح مسيرة من سبقوها، وخصوصا أن الدراما هي صناعة الرسائل المرئية التي تدعم المجتمع وترتقي به، وتضع حلولا مختلفة لكثير من مشاكله.
وأعتقد أن هناك أمرين ساعدا روچينا في أن تصل إلى البطولة المطلقة وتتربع على عرش النجمات: التلقائية في أدائها، وابتعادها تماماً عن أي صراعات عبر رحلتها الفنية، حتى صارت أختاً وصديقة لكل فتاة في البيت المصري والعربي.