هلال عبدالحميد يكتب: أسئلة للإعلامي أفراهام عيسى

ذات مصر

عندما هاجمني أفراهام عيسى في انتخابات نواب 2015 وطلب من الناخبين عدم التصويت لهلال عبدالحميد لأنه إخواني، غضبت جدًا في البداية وفكرت في رفع دعوى عليه، ولكنني تراجعت،  وكنت على يقين انه مضغوط عليه من أجهزتنا، وكنت متيقنًا بإن الناخبين لن يصدقوه، وهذا ما حدث بالفعل فقد كان التصويت لي أكثر مما توقعت ونجحت بالفعل وأعلنت النتيجة باللجنة العامة وتم تمزيق المحضر وتبديله.

الحقيقة - وكعادتي - التمست العذر لعيسى، فلربما لم يتحمل الضغط، ولكنني لا ارى عذرًا له في كيل الاتهامات للمقاومة الفلسطينية واتهامها بالإرهاب أكثر من اتهامات الصهاينة لهم فهو لا يعتبر المقاومة بغزه مقاومة وطنية، وانا لا أعرف ما المقصود بالمقاومة بالنسبة له؟!

 فماذا تفعل يا أخ أفراهام لو لا قدر الله لو تم احتلال بلدك وجاء المستوطنون يستوطنون به؟!! 

هل سترحب بهم؟!! 

وهل ستعمل في محطاتهم الفضائية، وتناضل نصالًا وطنيًا من خلالها؟!

ألم تسمع يا سيدي وزير خارجية الولايات المتحدة عندما زار الكيان ليدعمه بالمواقف السياسية وبالفيتو بمجلس الامن وبعشرات المليارات من  الدولارات وبالطائرات والاساطيل والقنابل الحارقة والفسفورية، ألم تسمع (بلينكن) وهو يعلن بتل ابيب انه لم يأت إلى هنا لا بصفته وزيرًا للخارجية الامريكية فقط ولكنه جاء  كيهودي؟! 

ألم تسمع يا أخ أفراهام ما قاله بايدن رئيس الولايات المتحدة الامريكية في مؤتمره مع رئيس الكيان الصهيوني ( إنه لشرف لي أن اقف مع الأصدقاء  لادعم دولة إسرائيل اليهودية المستقلة ؟!!!

ألم تسمع يا سيد أفراهام نفس الرئيس يكرر للمرة  الثانية عندما زار الكيان بعد طوفان الأقصى إنه صهيوني، وإنه ليس شرطًا إن يكون يهوديًا ليكون صهيونيًا؟!!

لماذا لم نسمعك  مرة تنتقدهم في قناتهم (الحرة) جدًا وتقول لهم لمَ تحولونها لحرب دينية؟!!، بينما تعاير المقاومة بانها ليست وطنية ولكنها إسلامية، وكان هناك تعارض في المقاومة بين الوطنية والدين ؟!!( أنا شخصيًا ضد استهدام الدين في السياسة، ولكنني لا أنكر استخدامه للحث على المقاومة والفداء والتضحية من أجل الوطن والمقدسات الدينية).

وهل تعتبر يا سيد أفراهام  المستوطنين الذين يقيمون بالاراضي العربية المحتلة،وذاك حسب قرارات مجلس ألأمن والأمم المتحدة،هل تعتبرهم مدنيين، ولا تجب مقاومتهم ؟!

ثم أليس الإسلام جزءًا لا يتجزأ من مقومات الأمة العربية كالمسيحية  تمامًا،فلماذا لا يستخدم الدين في معركة مع دولة اسمها وتعاملاتها وصفاتها وما تقوم عليه كله ديني بداية من (اسمها و أرض الميعاد) وحتى تصريحات زعمائها المتطرفين بعد وقبل طوفان الأقصى؟!

أم انك لم تسمع ولم تشاهد كل الادعاءات الدينية المتطرفة جهارًا نهارًا ، ولكنك تخصص كل حلقاتك ضد  من يقاومن محتلي بلادهم ويقومون بواجبهم كمواطنين شرفاء وكمسلمين يؤدون واجبهم تجاه تحرير وطنهم فلسطين؟!

ما خطتك لمقاومة الاستيطان الصهيوني بأرضنا يا سيد أفراهام ؟! هل مطلوب فقط ان يكونوا كالسلطة الفلسطينية الوطنية ( الكيوت) ؟! وما رأيك فيما جنته السلطة طوال عقود مما تعتبره سلامًا ووطنية؟!

 يا سيد أفراهام، لم نر لك موقفًا واحدًا ينتقد قتل الأطفال بغزه بقنابل وقاذفات صهيونية أمريكية، ولا كلمة واحدة تدين هذه القنابل التي قتلت الأطفال والنساء والمدنيين بغزة واستخدام الجوع والعطش ومنع الدواء  كسلاح ضد المدنيين من الأبرياء، أم انك لا تعتبرهؤلاء المدنيين بشرًا لإنهم فقط مسلمون؟!!

لا اعتقد ان حرًا وانساًنا في العالم مهما كانت ديانته أًو حتى إلحاده يرضى بازهاق أرواح الابراياء بمثل هذه الطريقة الهمجية للعصابات الصهيونية ، ولكننا لم نراك تدينهم، فلماذا؟!!!

لماذا لم تقل للصهاينه قاتلوا المقاومين من حماس ولا تقتلوا المدنيين ؟! قل لهم: لا تهربوا من المقاومين كالفئران وتهاجموا المدنيين بطائراتكم؟! أم انك مثلهم تهاجم الضعيف، وتهرب من  مهاجمة القوي.

أنت تعتبر إن ما حدث في 7 أكتوبر إرهابًا، وان المقاومة لم تحقق اية انتصارات، وهذا تقييمك الخانع الخاضع، ولكن العدو يعرف قبل الصديق إن طوفان الأقصى كان طوفانًا أغرق كل نظرياتهم الخائبة وجيشهم العليل   ومخابراتهم (الخايبة)، قد نفقد عشرات الآلاف من أعز الناس وأغلاهم، ولكن متى كان التحرر بدون ضريبة يا سيد افراهام؟! جيش الاحتلال يعرف انه هُزم يوم ٧ أكتوبر وعرف ويعرف انه هُزم من المقاومة طوال أيام ما يسمونه المناورة البرية فجنودهم يقتلون وفرون من الميدان تحت ضربات المقاومة البطلة ، وكلما هُزموا بالميدان تزذاذ ضرباتهم على المدنيين في هزيمة نفسية العالم كله اصبح يعرف مغزاها من الإعلام الحقيقي، لا المزيف.

انت تعاير الناس أنهم لم يقرأوا كتابًا واحدًا في المقاومة، والحقيقة انك أنت الذي لم تقرأ، وإن قرأت فلم تفهم، فالتحرر يا سيد أفراهام بالعالم كله ومنذ خلق  الخليفة يستوجب المقاومة، والتضحيات وأن النصر شيء مؤكد لا محالة، أم انك تعتقد ان هناك  نصر دون تضحيات؟!!!

اذكرك بقول الشاعر العظيم أمل دنقل الذي عاش فقيرًا ومات فقيرًا لانه لم يبع شعره أو قلمه أو وطنيته حيث يخاطبك:
(لا تصالح … ولو منحوك الذهب 
أترى حين افقأ عينيك ثم اثبت جوهرتين مكانهما ، هل ترى؟! 
هي أشياء لا تشترى)
هل فهمت يا سيد أفراهام ( هي أشياء لا تشترى)
عاشت المقاومة الفلسطينية 
عاش كفاح الشعب الفلسطيني