هلال عبدالحميد يكتب: المسافة صفر

ذات مصر

نشاهد ما يقوم به الصهاينة من تدمير للبيوت بما يساوي ٤٠ ألف طن من المتفجرات  بغزه،فنبكي قهرًا وعجزًا، ونشاهد ما تنشره المقاومة من صور وفيديوهات توثق مقاومتهم الناجحة للعدوان الصهيوني فنبكي فرحًا وفخرًا.  لقد أضحت جملة  ( المسافة صفر) أنشودة فخر تطرب لها الأذن العربية.

           
فارق القوى الرهيب بين المعتدي والمقاومة لا يُقاس، ولكن الواقع على الأرض يثبت انتصارًا  بكل  المقاييس للمقاومة وفشلًا ذريعًا للمحتل، فبعد طوفان الأقصى الذي زلزل كيان الصهاينة، وحول أسطورتهم إلى نمر من  ورق يسهل تمزيقه، فإن الحكومة الصهيونية المتطرفة أعلنت أهدافًا واضحة لحربها، أهمها دحر المقاومة وإنهاء وجودها بغزه وتحرير أسراهم لدى المقاومة بالقوة ، وبعد أكثر من ٤٠ يومًا لم يعرض لنا الجيش الصهيوني إلا فيديوهات عبيطة متهالكة ، لا تليق حتى  بـ( حرامي الحلة)، بينما تعرض المقاومة فيديوهات موثقة، تصور أهداف العدو من أفراد وتجمعات جنود وعربات ومركبات مدرعة وعليها الأسهم الحمراء بمثلثها المقلوب فنشاهد تدمير المحتلين افرادًا ومعدات على الهواء مباشرة، فجنود الكيان الصهيوني ساقتهم حكومتهم المتطرفة (من الدار للنار) لا تدريب ولا تأهيل ولا روح معنوية قتالية، بينما يواجهون مقاومة مدربة مؤهلة مؤمنة بقضيتها وعدالتها، وتعرف طرقها ودروبها وخنادقها وترى العدو، ولا يراها فتدمره ، فتقهر عزيمة المقاومة  سلاح الاحتلال الضعيف، وبدلًا من مواجهة الاحتلال للمقاومة في حرب ، يصب جيش الاحتلال الصهيوني جام غضبه ونيرانه ومتفجراته من طائراته وزوارقه على رؤوس الأطفال والنساء فينطبق عليهم مثلنا العربي ( أسد علي وفي  الحروب نعامة).

(من المسافة صفر) اسقطت المقاومة أهداف الاحتلال حتى الآن، فلا قهروا المقاومة ولا قضوا على حماس، ولا حرروا أسراهم بالقوة، بل اضطروا تحت ضغط المقاومة للتفاوض، وتبادل الأسرى! 

لم تفلح الأمم المتحدة التي لا يلجأ إليها الا الضعفاء، ولم يفلح مجلس الامن ذو حق الفيتو في وقف العدوان ولو ليوم واحد، ولكن المقاومة افلحت. 
 

ضريبة الشعب الفلسطيني كبيرة للغاية والشهداء من الأطفال والنساء والمدنيين فادحة، ولكن هذا الشعب الأعزل يواجه اكبر قوة عسكرية في التاريخ ، فشعبنا الفلسطيني وحده ومقاومته ودون أي غطاء عربي حقيقي، يواجهون الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية التي تشارك في العدوان بشكل مباشر ودول الغرب التي تدعم الكيان ماديًا ومعنويًا ، ولكن المقاومة انتصرت حتى  الآن، وستنتصر حتى النهاية وسيتحرر الشعب الفلسطيني، وسيعيش في دولته وتحت علمه وستكون عاصمتهم القدس، لانهم ببساطة يعرفون طريقهم ويدفعون ثمن الحرية  وسيدخلون من بابها الذي  ( بكل يد مضرجة يدق).
عاشت المقاومة
عاش نضال الشعب الفلسطيني