محاولات إسرائيلية تسعى لإسقاط رئيس وزراء إسبانيا ومظاهرات تدعو لبقائه

ذات مصر

في ظل رغبته الأخيرة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية أكثر من نظرائه الأوروبيين، يدفع رئيس وزراء إسبانيا ثمن ذلك الأمر بعد حملة من مجموعة من السياسيين في بلاده لإزاحته عن سدة الحكم، مع انتشار مظاهرات تطالب باستمراره في الحكم. حيث يتظاهر الآلاف من أنصار الحزب الاشتراكي الإسباني في محيط مقر الحزب بالعاصمة مدريد، اليوم السبت تضامنا مع سانشيز.

وردد المتظاهرون شعارات تطالب سانشيز بالاستمرار في مهامه على رأس الحكومة، وتندد بالمحاولات الانقلابية التي يقودها المحافظون وأقصى اليمين عبر مؤسسات القضاء والإعلام.

وكان سانشيز قد أعلن عن قرار تعليق أنشطته السياسية بعد إكمال جولة أوروبية سعى خلالها لإقناع بعض الدول الأوروبية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما يسعى إليه سانشيز مؤخرًا.

وقال سانشيز الأربعاء الماضي أنه يفكّر بالاستقالة وذلك بعد فتح تحقيق بحق زوجته بيجونيا غوميز بناء على شكوى تقدمت بها جمعية "مانوس ليمبياس" (Manos limpias/ وهي مجموعة تعتبر قريبة من اليمين المتطرّف، والذي يدعمه اللوبي الصهيوني في العالم كله، مضيفا أنه سيعلن قراره النهائي بهذا الشأن الاثنين المقبل.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد شكّل هذا الإعلان مفاجأة في إسبانيا حتى لوزراء مقرّبين من سانشيز أكدوا أنه لم يطلعهم على إعلانه هذا بشكل مسبق.

في السياق نفسه، توجهت نائبة رئيس الحكومة وزيرة الميزانية ماريا خيسوس مونتيرو إلى سانشيز بالقول "أيها الرئيس، ابقَ. بيدرو، ابقَ، نحن معاً.. علينا أن نتقدم، أن نواصل دفع هذه البلاد للأمام، لا يمكن لإسبانيا أن تتراجع".

كما أنه لم يستبعد محللون أن يعمد سانشيز للاستقالة، بينما رأى آخرون أن من الخيارات الممكنة طرح الثقة بالبرلمان ليُظهر سانشيز أن حكومته لا تزال تحظى بالغالبية في مجلس النواب، مما يتيح له البقاء في منصبه، بحسب فرانس برس.

في المقابل، اتهم ألبرتو نونييس فيخو زعيم الحزب الشعبي اليميني، أبرز أطياف المعارضة، سانشيز بتقديم "مسرحية". وقال إن "الغالبية العظمى" من الإسبان "تشاهد بذهول المسرحية الأخيرة التي قدّمها سانشيز".

وفي الأيام الأخيرة، سعى رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز أكثر من أي زعيم أوروبي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في ظل الحرب الحالية على قطاع غزة لأكثر من 200 يوم على التوالي.