غموض حول الـ18 طائرة الجديدة لـ«مصر للطيران».. ومصادر: حذرنا من الصفقة والوزير لم يستجيب

ذات مصر

تحيط علامات استفهام كبرى بصفقة تعاقد شركة مصر للطيران، على ضم 18 طائرة جديدة من طراز بوينج B737-8MAX لتحديث أسطولها الجوي بالتعاون مع شركة Air Leas Corporation، من خلال نظام التأجير التشغيلي.

صفقة «غامضة»

الاتفاق الجديد لوزارة الطيران بقيادة الفريق محمد عباس حلمي، أثار العديد من الشكوك حول جدوى الصفقة التي وقعت في مؤتمر صحفي لشركة Air Leas Corporation في معرض Dubai Airshow، في الإمارات منتصف الشهر الماضي.

ويعد التعاقد هو الصفقة الأولى بين شركة Air Leas Corporation و الناقل الوطنى لجمهورية مصر العربية "مصر للطيران"، كما أن طراز بوينج B737-8 MAX، هو أول إضافة إلى أسطول مصر للطيران.

ووفق البيان الرسمي للوزارة، من المقرر استلام أولى الطائرات بدءًا من عام 2025 على أن تسلم باقي الطائرات تباعًا بانتهاء عام 2026.

الطائرات الجديدة «سيئة السمعة»

الغريب في الصفقة الجديدة لمصر للطيران، يأتي بسبب التاريخ السيء لهذا النوع تحديدًا، فبوينج B737-8 MAX، تسببت في حادثتين كبيرتين أدى إلى إصدار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في مارس 2019، أمرًا «فوري النفاذ» حظر بموجبه تحليق جميع طائرات "بوينغ 737 ماكس 8 وماكس 9" في بلاده.

القرار الأمريكي، جاء بعد تحطم طائرة من طراز ماكس 8 في إندونيسيا، في أكتوبر عام 2018، ما  أدى إلى مقتل 189 شخصًا كانوا على متنها، وبعد نحو 3 أشهر تحطمت طائرة أخرى من هذا الطراز في مارس 2019، والتي كانت تتبع للخطوط الإثيوبية بعد دقائق من إقلاعها- مما أدى إلى مقتل 157 شخصًا كانوا على متنها.

عيوب «ماكس 8»

وفي أعقاب الحادثتين، كشفت وثائق أن الجهات التنظيمية في أوروبا وأميركا كانت على علم بعيوب في طائرات «بوينج 737 ماكس 8»، قبل عامين من تحطم طائرتين من هذا الطراز بإثيوبيا وإندونيسيا.

ووفق الوثائق فإن الجهات التنظيمية كانت على علم بأن آلية التحكم في مقدمة الطائرة قد لا تعمل في الظروف المشابهة لتحطم الطائرتين، وأن الوكالة الأوروبية للطيران والفضاء أصدرت شهادة بأن هذا الطراز آمن جزئيا.

وذكرت الوثائق أن التدريبات والإجراءات الإضافية ستوضح للملاحين "المواقف غير العادية" التي قد يحتاجون فيها للتعامل مع عجلة يدوية نادرة للتحكم بمقدمة الطائرة". ولكن هذه المواقف غير العادية لم تُوضَّح في دليل استخدام الطائرة، طبقا لرويترز التي اطلعت على نسخة من هذا الدليل.

ورفضت شركة بوينج التعليق على كل من الوثيقة الأوروبية والمعلومات التي كشفت عنها الشركة الإندونيسية. وقالت إنها في انتظار اكتمال التحقيقات الجارية بشأن أسباب سقوط الطائرة الإثيوبية.

مقاطعة دولية لـ«20 شهرًا»

وبعد الحادثتين، أصدرت عديد الدول قرارًا بمنع «بوينج ماكس» من التحليق على أراضيها نهائيًا، أبرزهم الولايات المتحدة والصين وعديد الدول الأوروبية، خصوصًا أن هيئة الطيران الإثيوبية قالت إن تحطم طائراتها يتشابه مع حادثة تحطم الطائرة الإندونيسية.

ووفقًا لإدارة الطيران الاتحادية الأميركية، فيوجد نحو 387 طائرة من طرازي ماكس 8 و9 تحلق حول العالم، 74 منها مسجلة في الولايات المتحدة، وطبقا لبوينج فإن طائرة 737 ماكس هي الأسرع مبيعًا في تاريخ الشركة. 

واستمرت المقاطعة لنحو عامين، ففي نوفمبر 2020 رفعت الولايات المتحدة حظرًا دام 20 شهرًا على تحليق طائرات بوينج (737 ماكس)، فيما يخفف أزمة تتعلق بالسلامة شوهت سمعة الشركة العملاقة وأوقفت تشغيل مئات الطائرات.

ووقع ستيف ديكسون، رئيس إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية أمرًا برفع أطول حظر لتحليق طائرة في تاريخ الطيران التجاري، ونشرت الإدارة التفاصيل النهائية لتحديثات البرامج والأنظمة والتدريب التي يتعين على بوينج وشركات الخطوط الجوية إتمامها قبل استئناف نقل الركاب.

تحذيرات لـ«الوزير»

وفق مصادر مطلعة على الصفقة، اعترضت جهات داخل وزارة الطيران على إتمام الصفقة، موجهة تحذيرات شديدة إلى وزير الطيران بخطورة الخطوة في ظل السجل السيء لهذا الطراز وتسببه في إزهاق أرواح مئات المسافرين.

وقالت المصادر لـ«ذات مصر»، إن الوزير لم يلتفت لأي من الاعتراضات والتقارير التي قدمت إليه بشأن خطورة تلك الخطوة، خصوصًا في ظل سعي «مصر للطيران» لاستعادة اسمها وتصحيح صورتها بعد الأزمات العديدة التي تعرضت لها.

وشددت المصادر على أن قرار الوزير أثار العديد من الشكوك حول الصفقة وإصراره على إتمامها، وعدم الاهتمام للتقارير التي قدمت إليها، مشيرةً إلى أن العديد من الطيارين اعترضوا على الصفقة.

اعتراض «الطيارين»

ومع إعلان مصر للطيران، انطلقت اعتراضات عدة من الطيارين عبر جروبهم الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لوجود سجل من الحوادث الجوية لطائرات بوينج.

وقال الطيار رامي فودة، إن طائرات بوينج تحمل سجلًا سيئًا مبينًا أنه خاض تجربة مع هذا الطراز تسببت له في وقوع حادث، مرشحًا التعاقد على طائرات إيرباص لأمانها وعدم وجود سجل حوادث لها.

وتسأل الطيار هشام سرور: “ألم تكن هناك مشاكل من هذا الطراز max، ما أدى لسقوط طائرة من هذا الطراز فتوقف استخدامها وإنتاجها لحين إصلاح العيب، الذي تسبب في سقوط هذه الطائرة الحديثة؟".

«مصر للطيران» خارج التصنيف العالمي

ونتيجة للسياسيات الخاطئة من وزارة الطيران، خرجت شركة مصر للطيران من قائمة أفضل 100 شركة في آخر استطلاع لشركة «سكاي تراكس»(Skytrax)  لتصنيف شركات الطيران التجارية بعد أن كانت تحتل المركز الـ95 في عام 2022، وأيضًا خرجت الشركة من قائمة أفضل 10 شركات طيران عربيًا، بعد أن

وقدّرت خسائر الشركة الأقدم في أفريقيا والشرق الأوسط، حيث أنشئت في عام 1932، وتعد ثاني أكبر ناقل جوي في القارة السمراء بعد الخطوط الجوية لجنوب أفريقيا، بـ30 مليار جنيه، تراوحت خسائرها الشهرية بين 700 و800 ألف دولار، 

وحصلت مصر للطيران على تصنيف 3 من بين 5 نجوم، ما يعكس متوسط درجات المعايير التي تعتمدها الشركة في تصنيفها لشركات الطيران، مثل جودة المطار والمنتجات على متن الطائرة وخدمة الموظفين ووسائل الراحة.