هلال عبدالحميد يكتب: انتفاضة طلاب أمريكا.. شعب حر وحكام صهاينة

ذات مصر

أحاول كتابة هذا المقال مع بداية الاحتجاجات الطلابية بجامعة كولومبيا بواشنطن، وامتدادها لعدد كبير من الجامعات. 

 اعتصامات واحتجاجات واعتصامات  بأكثرمن ٤٥ جامعة ضد الإبادة الجماعية التي يمارسها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني.
اعتصامات واحتجاجات طلابية ضد حكومة بلدهم ونوابهم الداعمين للإبادة الجماعية.
 

 جاءت هذه الاحتجاجات  الطلابية بعد مظاهرات عمت معظم البلدان الغربية داعمة للشعب الفلسطيني.


 وأنا اكتب هذا المقال الآن استمع لمؤتمر صحفي لعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الجمهوريين، استمع إليهم وكأنني استمع لزعماء التطرف الصهاينة مثل بن غفير، وسموتوريتش، ما زال هؤلاء النواب الصهاينة يتحدثون عن قتل حماس للأطفال وحرقهم، واغتصاب النساء ، ويتحدث هؤلاء النواب  عن طلاب الولايات المتحدة بأنهم ارهابيون وليذهبوا لغزه ليتظاهروا هناك! 
    
       الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية شعوبها  ديمقراطية  وحرة  في معظمها ، ولكن حكامهم صهاينة، ولا يخجل هؤلاء الحكام من دعمهم للإبادة الجماعية.

       عندما نرى تصرفات الحكومات الغربية ضد المظاهرات الداعمة للشعب الفلسطيني، نشعر بأننا في الوطن العربي، وأن الديمقراطية وحرية التعبير مجرد كلمات يتشدقون بها .ففي أقل من ١٠ أيام  بلغ عدد المعتقلين من طلاب الجامعات الامريكية أكثر من ١٠٠٠ معتقل من الطلاب المتضامنين مع الشعب الفلسطيني ، رأينا بعض الجامعات يتم اقتحامها من أمن الولايات ويسحلون الطالبات الطلاب في مشهد غريب على الجامعات الأميركية، مشاهد قد نراها  ونألفها في بلادنا العربية.

  ولكن الفرق بيننا وبينهم إن لديهم صناديق انتخابات شفافة تعاقب الحكام والنواب وتردعهم عبر صناديق الانتخاب، ولديهم قضاء مستقل يجد فيه المواطن ملاذه الأخير.

 هناك أنباء عن استعداد البرلمان الأمريكي لإصدار قانون يجرم معاداة السامية، وهم لا يفرقون بين السامية والصهيونية. واعتقد كما مرروا مساعدات بعشرات المليارات لدعم الكيان الصهيوني، وكما تصدوا لكل محاولات مجلس الامن في إصدار قرار بوقف اطلاق النار باستخدامهم حق النقض ، فاتوقع ان يصدروا تشريعًا لمحاربة ما يدعونه ( معاداة السامية، وسيعتبرون ان التضاهر ضد الكيان الصهيوني، والمطالبة بوقف الحرب هي بعينها  معاداة للسامية.


     ولكن الرواية الفلسطينية والتعاطف معها من الشعوب بكل الكرة الأرضية اضحى غير قابل للإنكار، والمقاومة الفلسطينية ستنتصر في النهاية فهناك  ٥٣٪؜ من الشعب الأمريكي في آخر استطلاع للرأي يرفضون دعم بلادهم للكيان الصهيوني ( العادة أن الامريكان لا يهتمون بالشئون الدولية).
   
  لا شك أن اتساع رقعة هذه الاحتجاجات بكل هذا  العدد من الجامعات الامريكية سيحدث فارقًا في السياسات، وستتشكل جماعات ضغط قادرة على ممارسة دور داعم للقضية الفلسطينية وستنتصر المقاومة وستتحرر فلسطين ، وكل هذا ما كان ليحدث لولا وجود  المقاومة، ولو وجود طوفان الأقصى في  ٧ أكتوبر، ولولا صمود المقاومة الفلسطينية وتضحيات الشعب الفلسطيني البطل والأثمان الباهظة التي يدفعها 
عاش كفاح الشعب الفلسطيني 
النصر للمقاومة